دفاع عن الرسول ضد الفقهاء والمحدثين - صالح الورداني - الصفحة ٩٦
عسلا عند زينب بنت جحش ولن أعود له. فنزلت (يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك.. إن تتوبا إلى الله) لعائشة وحفصة. وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا (1)..
ويروى أن النبي (ص) خلا بمارية القبطية في غرفة حفصة وضاجعها فدخلت عليه حفصة وهي معه فقالت يا رسول الله: في بيتي وفي يومي وعلى فراشي. فقال رسول الله: " إني مسر إليك سرا فأخفيه لي "؟ فقالت: ما هو؟ قال:
" هي - أيا مارية - على حرام فأمسكي عني ". قالت لا أقبل دون أن تحلف لي.
قال: " والله لا أمسها أبدا ". فذهبت حفصة فأخبرت عائشة فنزل قوله تعالى (يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك).. ثم قال (وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا) يعني حفصة. (فلما أنبأت به - حين أخبرت عائشة - وأظهره الله عليه عرف بعضه وأعرض عن بعض. فلما نبأها به - يعني حفصة - قالت من أنبأك هذه؟ قال:
نبأني العليم الخبير. إن تتوبا إلى الله فقر صغت قلوبكما - يعني حفصة وعائشة - وإن تظاهرا عليه - لعائشة وحفصة - فإن الله هو مولاه فجبريل وصالح المؤمنين (2)..
وبين هاتين الروايتين: رواية العسل ورواية مارية. يتأرجح الفقهاء والمحدثون في شأن أسباب نزول آيات سورة الترحيم. ولا شك أن تصوير الموقف بهذه الصورة فيه استخفاف صريح بالعقل فضلا عن مهانة الرسول. الذي صور في كلتا الروايتين بالسذاجة والظلم والخوف من نسائه والكذب عليهن..
فالسذاجة تبدوا من خلال تعامله مع زينب بحسن نية وعدم علمه بالمؤامرة التي حاكتها عائشة وحفصة..
والخوف يبدو في تراجعه وإنكاره أنه به رائحة مغافير.
ثم عزمه على عدم العودة لشرب العسل..
والظلم يبدو من مضاجعته مارية في يوم حفصة وفي غرفتها..

(1) النسائي. كتاب عشرة النساء. باب الغيرة..
(2) ابن سعد 8 / باب ذكر المرأتين اللتين تظاهرتا على رسول الله..
(٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 ... » »»
الفهرست