دفاع عن الرسول ضد الفقهاء والمحدثين - صالح الورداني - الصفحة ٩٢
وهذا الرد اعتمد على قول عائشة: وأيكم يملك أربه كما كان النبي يملك أربه (1)..؟
5 الجواب: إن مثل هذا الكلام يوحي بأن حكم اعتزال النساء في المحيض إنما هو خاص بالمسلمين لا بالرسول. وهذا باطل.
وإذا ما سلمنا به فما هي الحاجة من سرد مثل هذه الروايات عن علاقة النبي بالنساء أثناء المحيض..؟
وإذا كانت الحاجة هي تعليم كما يقولون فهذا يعني أن الآخرين يستوون مع الرسول في القدرة على التحكم في أنفسهم أثناء الممارسة الجنسية. وعلى هذا الأساس يصبح قول عائشة لا مبرر له..
وتروي عائشة: كنت أفرك المني من ثوب رسول الله (ص) (2)..
وتروي: أن الرسول (ص) كان يغسل المني ثم يخرج إلى الصلاة في ذلك الثوب وأنا أنظر إلى أثر الغسل فيه (3)..
وتروي عائشة: كنت أغار على اللاتي وهبن أنفسهن لرسول الله (ص) وأقول: اتهب المرأة نفسها؟ فلما نزل الله تعالى (ترجى من تشاء منهن وتؤوي يسارع في هواك (4)..
قال النووي: قولها كنت أغار على اللاتي وهبن أنفسهن معناه أعيب لأن من غار عاب. ويدل عليه قولها في الآخر أما تستحي أن تهب المرأة نفسها للرجل وهو ها هنا تقبيح وتنفير لئلا يهب النساء أنفسهن له (ص) فيكثر النساء عنده وأوجب هذا القول منها الغيرة.. وقولها ما أرى ربك إلا يسارع في هواك. معناه يخفف عنك ويوسع عليك الأمور ولهذا خيرك (5)..

(1) البخاري ومسلم كتاب الحيض..
(2) مسلم كتاب الطهارة باب حكم المني..
(3) المرجع السابق..
(4) مسلم كتاب الرضاع. والبخاري كتاب التفسير. سورة الأحزاب.
(5) مسلم. هامش كتاب الرضاع. باب جواز هبتها نوبتها لضرتها..
(٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 ... » »»
الفهرست