دفاع عن الرسول ضد الفقهاء والمحدثين - صالح الورداني - الصفحة ٢٥٢
ألا يعني هذا مهانة للرسول وحط من قدره وتشكيك في رسالته؟ أليس هذا يصطدم بدور الرسول ومهمته..؟
وثاني نتيجة تظهر لنا من خلال هذه الروايات هي تخبط الرواة وتناقضهم.
فتارة ينسبون لعمر ثلاث موافقات هي ما يتعلق بمقام إبراهيم وما يتعلق بالحجاب وما يتعلق بأساري بدر..
وتارة ينسبون إليه ما يتعلق بطلاق نسوة النبي بدلا مما يتعلق بأساري بدر.
وينسبون إليه قصة الصلاة على زعيم المنافقين وغير هذه الموافقات الأربعة هي محل خلاف بين المحدثين والفقهاء وإجماعهم هو على هذه الأربعة لكونها رويت في البخاري ومسلم أما بقية الموافقات فرويت في كتب السنن الأخرى التي أجاز القوم الخوض في رواياتها..
ولقد حكم السيوطي وابن حجر الهيثمي بضعف رواية موافقة عمر للآذان التي تنسب إليه إضافة محمد رسول الله في الآذان. ومع ذلك استدلا بها واعتمدا عليها في البرهنة على موافقاته (1)..
وإذا كان الفقهاء يشككون في مثل هذه الروايات التي تسند إلى عمر هذه الموافقات فكيف لهم أن يسندوا إليه موافقته للتوراة. هل يعني هذا أن التوراة مصدرا موثوقا عندهم..؟
أم أن الرواية من الإسرائيليات..؟
وما الذي يجعل عمر يخر ساجدا لله لما وجد قوله موافقا لنص التوراة؟
هل التوراة محل صدق لديه؟
أم لم تعد موافقاته للقرآن تكفيه..؟
والرواة لم يتحفونا برواية تثبت لنا سجود عمر لله حين نزل القرآن موافقا لرأيه. فقط أتحفونا بسجوده لموافقة التوراة له..

(1) أنظر تاريخ الخلفاء والصواعق المحرقة..
(٢٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 257 ... » »»
الفهرست