دفاع عن الرسول ضد الفقهاء والمحدثين - صالح الورداني - الصفحة ٢٤٧
وهذه الرواية تعطينا دلالة قاطعة أن الرسول كان في حفظ الله ورعايته من قبل أن يوحى إليه..
سادسا: إن جبريل قام بتعذيب الرسول وإكراهه على القراءة. وهذا سلوك غير معقول من رسل الله سبحانه ولا يجوز نسبته لجبريل (ع)..
سابعا: إن ذهاب الرسول لورقة النصراني ليستفتيه يشم منه رائحة الطعن والتشويه لشخص الرسول ودعوته وكأنه يشير إلى وجود صلة بين ما جاء به الرسول وبين النصارى..
ثامنا: إن الرسول لم يكن يعلم شيئا عن أبعاد الدعوة التي أوحى إليه بها ونتائجها المستقبلية. وإن ورقة هو الذي نبهه إلى هذا. وهو يقود إلى نفس النتيجة السابقة..
ومن خلال هذا كله يمكننا الحكم ببطلان هذه الرواية وعدم صحة نسبتها للرسول (ص) فإن نسبتها له يعني اتهامه بالجهل. وهذا الاتهام يقودنا إلى الطعن في الرسالة. وبالتالي فنحن نضحي بالرواية وبالرجال الذين أكدوها في مقابل الحفاظ على الصورة السامية للرسول والذي هو يعد حفاظا على الدين الذي جاء به..
ويروى عن الرسول (ص) قوله: " بينا أنا أمشي إذ سمعت صوتا من السماء فرفعت بصري فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض فرعبت منه. فرجعت فقلت زملوني " (1)..
وهذه الرواية تعد امتدادا للرواية السابقة التي تؤكد جهل الرسول بأمر الوحي والذعر منه والفرار من أمامه. إلا أن الجديد في هذه الرواية هو ظهور جبريل أمام الرسول جالس على كرسي بين السماء والأرض وهو كلام لا معنى له ولا صلة له بالأمر وهو على ما يبدو من اختلاق خيال الراوي..
فهل ظهر جبريل لمجرد إخافة الرسول فقط. أم جاء إليه بكلام الله؟

(١) مسلم كتاب الإيمان. والبخاري كتاب بدء الوحي..
(٢٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 240 241 243 245 246 247 248 249 250 251 252 ... » »»
الفهرست