الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٧٢٩
أخت عريانة ينقصهما قوت يومهما، 16 وقال لهما أحدكم: " اذهبا بسلام فاستدفئا واشبعا " ولم تعطوهما ما يحتاج إليه الجسد، فماذا ينفع قولكم؟ 17 وكذلك الإيمان، فإن لم يقترن بالأعمال كان ميتا في حد ذاته (10).
18 ورب قائل يقول (11): " أنت لك الإيمان وأنا لي الأعمال ". فأرني إيمانك من غير أعمال، أرك أنا إيماني بأعمالي. 19 أنت تؤمن بأن الله أحد، فقد أحسنت. والشياطين هي أيضا تؤمن به وترتعد. 20 أتريد أن تعلم، أيها الأبله، أن الإيمان من غير أعمال شئ عقيم؟
21 أما برر أبونا إبراهيم (12) بالأعمال إذ قرب ابنه إسحق على المذبح؟ 22 ترى أن الإيمان ساهم في أعماله وأنه بالأعمال اكتمل الإيمان، 23 فتمت الآية التي ورد فيها: " إن إبراهيم آمن بالله فحسب له ذلك برا ودعي خليل الله ".
24 ترون أن الإنسان يبرر بالأعمال لا بالإيمان وحده. 25 وهكذا راحاب البغي (13): أما بررت بالأعمال لأنها أضافت الرسولين، ثم صرفتهما في طريق آخر؟ 26 فكما أن الجسد بلا روح ميت فكذلك الإيمان بلا أعمال ميت.

(10) أو " تماما ".
(11) تفسير الآيتين 18 - 19 عسير والمفسرون منقسمون جدا في سياق الفكرة. فمنهم من يرى في نائب فعل " قيل " لسان حال يعبر عن نظرية الكاتب، ومنهم من يرى فيه معترضا تسري حججه إلى المنادى الوارد في الآية 20، والصيغة الأدبية تؤيد، على ما يبدو، هذا الرأي.
والاعتراض هو نوع من التحدي يرسل إلى الكاتب، منذرا إياه بإقامة الدليل على أن له، وهو رجل الأعمال، الإيمان أيضا. والاعتراض يحمله على التحقق من أن إيمانه نفسه يثير الشك في حسن ضميره، إذ إن الشياطين أنفسهم لا يستطيعون أن يعيشوا إلا في الخوف والرعدة. لكن الكاتب يضع حدا لهذه المحاولة، مبينا أنه من المستحيل، في أي حال من الأحوال، أن يفصل بين الإيمان والأعمال، وهذا ما تثبته الكتب المقدسة.
(12) على غرار بولس (روم 4 وغل 3 / 6 - 9 في مسألة الإيمان والأعمال أيضا)، تستعين رسالة يعقوب بإبراهيم، وهو وجه تقليدي من وجوه الدين اليهودي، وتطلق عليه الألقاب التقليدية: من " أب " (متى 3 / 9 ولو 16 / 24 و 27 و 30 ويو 8 / 39 و 53 وراجع روم 4 / 16 - 18) و " خليل الله " (2 أخ 20 / 7 واش 41 / 8 و 51 / 2 اليوناني ودا 3 / 35 اليوناني)، وتبني دليلها على ذبيحة إبراهيم، مفسرة إياها بأنها عمل من أعمال الإيمان ورابطة بين تك 15 / 6 والفصل 22، في حين أن بولس يبين، معتمدا على النص الأول، أن الإيمان عند إبراهيم سبق الختان وأعمال الشريعة (راجع تك 17). وبذلك تتبنى رسالة يعقوب تفسيرا يهوديا (راجع سي 44 / 20 و 1 مك 2 / 52 وعب 11 / 17)، للرد، ولا شك، في ذلك الأمر على الذين يستخدمون على وجه متطرف تفسير بولس الرسول.
(13) يثنى على راحاب لإيمانها في عب 11 / 31، لكن رسالة يعقوب تشدد على ضيافتها بني إسرائيل. إن المقارنة بين راحاب وإبراهيم أمر مدهش، مع أن الدين اليهودي جعل راحاب في عداد الدخلاء. لكن هذه المقارنة قد تفسر باعتراض الخصوم القائلين، استنادا إلى يش 2 / 9 - 13، بأن راحاب نالت الخلاص بمجرد إيمانها.
(٧٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 724 725 726 727 728 729 730 731 732 733 734 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة