الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٧٣٢
وابكوا (7). لينقلب ضحككم حزنا وفرحكم غما. 10 تواضعوا بين يدي ربكم فيرفعكم.
11 لا يقولن بعضكم السوء (8) على بعض، أيها الإخوة، لأن الذي يقول السوء على أخيه أو يدين أخاه يقول السوء على الشريعة ويدين الشريعة (9). فإذا دنت الشريعة لم تكن لها حافظا، بل ديان. 12 ليس هناك إلا مشترع واحد وديان واحد، وهو القادر على أن يخلص ويهلك. فمن أنت لتدين القريب؟
[إنذار الأغنياء] 13 يا أيها الذين يقولون: " سنذهب اليوم أو غدا إلى هذه المدينة أو تلك فنقيم فيها سنة نتاجر ونربح "، 14 أنتم لا تعلمون ما تكون حياتكم غدا. فإنكم بخار يظهر قليلا ثم يزول. 15 هلا قلتم: " إن شاء الله، نعيش ونفعل هذا أو ذاك "! 16 ولكنكم تباهون (10) بصلفكم (11)، ومثل هذه المباهاة منكرة.
17 فمن عرف كيف يصنع الخير ولم يصنعه ارتكب خطيئة (12).
[5] 1 يا أيها الأغنياء (1)، إبكوا وأعولوا على ما ينزل بكم من الشقاء. 2 ثروتكم فسدت وثيابكم أكلها العث. 3 ذهبكم وفضتكم صدئا، وسيشهد الصدأ عليكم ويأكل أجسادكم كأنه نار. جمعتم كنوزا في الأيام الأخيرة. 4 ها إن الأجرة التي حرمتموها العملة الذين حصدوا حقولكم قد ارتفع صياحها، وأن صراخ الحصادين قد بلغ أذني رب القوات. 5 عشتم على الأرض في التنعم والترف وأشبعتم أهواءكم يوم التذبيح. 6 حكمتم على البار فقتلتموه وهو (2) لا يقاومكم.
[النصائح الأخيرة] 7 فاصبروا أيها الإخوة (3) إلى يوم مجئ

(٧) إن تواضع الخاطئ هو ندامة تؤدي إلى انقلاب في النظرة الأخيرية (راجع ١ / ٩ - ١٠ ولو ٦ / ٢١ و ٢٥)، في حين أن النداء العنيف الوارد في ٥ / ١ لا يفسح في المجال لأية ندامة.
(٨) راجع ١ / ٢٦ و ٣ / ٩ - ١٠.
(٩) راجع ٢ / ١٠ - ١١. هذه المطابقة بين " الأخ " و " الشريعة " تعبر، في ملخص رائع، عن المكانة السامية التي تحتلها وصية المحبة.
(١٠) تعنف رسالة يعقوب غرور التجار الذين يعقدون مقاصد مستوحاة من السعي وراء الغنى (راجع عا ٨ / ٥ وسي ١١ / ١٠ - ١١ و ٣٨ / ٢٤ - ٣٤ ورؤ ١٨ / ١١ - ١٧). مقابل هذه الادعاءات (راجع ١ يو ٢ / ١٦)، تذكر رسالة يعقوب " افتخارا " حقيقيا يأتي من الإيمان (١ / ٩ - ١٠ وراجع روم ٥ / ٢ - ٣ و ١١ و ١ قور ١ / ٣١ و ٢ قور ١٠ / ١٧ - ١٨ و ١٢ / ٩ - ١٠).
(١١) الصلف: تمدح الإنسان بما ليس فيه أو عنده والإعجاب بالنفس والتكبر.
(١٢) لا يرتبط هذا المثل بما سبق إلا بوجه غير وثيق، لكنه يشكل في نظر الكاتب إنذارا موجها إلى جماعة التجار.
(١) أخذت رسالة يعقوب تندد الآن، لا بإخوة مدعوين إلى التوبة كما سبق (١ / ١٠ و ٢ / ٢)، بل ب‍ " أغنياء " يظلمون الفقراء ويغتنون على حسابهم بإمساك الأجرة عنهم.
فهي تكرر صرخة الأنبياء (راجع اش ٥ / ٨ - ١٠ وار ٥ / ٢٦ - ٣٠ وعا ٨ / ٤ - ٨ و ٢ / ٦ - ٧). إن كنز الأغنياء أكله الدود والصدأ (راجع متى ٦ / ١٩)، وسيشهد عليهم عند دينونة آخر الأزمنة.
(٢) هذا " البار " الذي " لا يقاوم " الشر (راجع متى ٥ / ٣٩) يدل على جماعة (راجع مز ٣٧ وسي ٢ / ١٢ - ٢٠)، لا على يسوع كما يعتقد بعض المفسرين.
(٣) في هذا القسم الأخير من الرسالة، الذي يعرض أفقا أخيريا، يوجه الكاتب كلامه مرة أخرى إلى المؤمنين، ليحثهم بوجه خاص على " الصبر " (الآيات ٧ - ١١) و " الصلاة " (الآيات ١٣ - ١٨)، وهما موضوعان مرتبطان عادة في الوعظ المسيحي (راجع ١ تس ٥ / ١ - ١١ و ١٧ - ١٨ ومتى ٢٦ / ٤١). فالصبر هو الموقف الموافق لزمن المحنة التي تسبق مجئ المسيح. إلى هذه المواضيع الكبرى تضاف مواضيع أخرى (الآيات ١٢ و ١٩ - ٢٠). وهنا الأسلوب في التأليف يبدو اعتباطيا، مع أنه كان شائعا جدا في فن الوعظ. (٤) خلافا للعادة التي جرى عليها بولس (راجع ١ قور ١٥ / ٢٣ و ١ تس ٢ / ١٩ و ٣ / ١٣ و ٤ / ١٥ و ٥ / ٢٣ و ٢ تس ٢ / ١ و ٨) وسائر أسفار العهد الجديد (متى ٢٤ / ٣ و ٢٧ و ٣٧ و ٣٩ و ٢ بط ١ / ١٦ و ٣ / ٤ و ١ يو ٢ / ٢٨)، ف‍ " المجئ " هنا هو مجئ الله أكثر مما هو مجئ المسيح (راجع ٢ بط ٣ / ١٢)، لأن كلمة " الرب " تدل على الله في سياق الكلام (الآيتان ٩ و ١١). ومن هذه الناحية، تبقى رسالة يعقوب أقرب إلى البيئة اليهودية. يشار إلى هذا الأفق الأخيري في الرسالة بألفاظ كثيرة (الأيام الأخيرة ٥ / ٣، والخلاص ١ / ٢١ و ٢ / ١٤ و ٤ / ١٢ و ٥ / ٢٠، وإكليل الحياة ١ / ١٢ والملكوت ٢ / ٥ والدينونة ٢ / ١٢ - ١٣ و ٥ / ١٢، وجهنم ٣ / ٦). كتبت الرسالة في زمن أو في بيئة لم تثر فيه بحدة مشكلة تأخر المجئ (كما في متى 25 / 5 و 19 أو 2 بط 3 / 8 - 9).
(٧٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 727 728 729 730 731 732 733 734 735 736 737 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة