الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٥٥٣
6 لذلك فلما كنا واثقين في كل حين، على علمنا بأننا، ما دمنا في هذا الجسد، نحن في هجرة عن الرب، 7 لأننا نسير في الإيمان لا في العيان (4).. 8 فنحن إذا واثقون، ونرى من الأفضل أن نهجر هذا الجسد لنقيم في جوار الرب (5).
9 ولذلك أيضا نطمح إلى نيل رضاه، أقمنا في هذا الجسد أم هجرناه، 10 لأنه لا بد لنا جميعا من أن يكشف أمرنا أمام محكمة المسيح (6) لينال كل واحد جزاء ما عمل وهو في الجسد، أخيرا كان أم شرا (7).
11 أما ونحن عالمون (8) بمخافة الرب، فإننا نحاول إقناع الناس. وأمرنا مكشوف لله.
وأرجو أن يكون مكشوفا في ضمائركم أيضا.
12 ولا نعود إلى التوصية بأنفسنا في أعينكم، بل نجعل لكم سبيلا للافتخار بنا، فيمكنكم أن تردوا (9) على الذين يفتخرون بالظاهر لا بالباطن. 13 فإن خرجنا عن صوابنا (10) ففي سبيل الله، وإن تعقلنا ففي سبيلكم، 14 لأن محبة المسيح تأخذ بمجامع قلبنا عندما نفكر أن واحدا قد مات من أجل جميع الناس، فجميع الناس إذا قد ماتوا. 15 ومن أجلهم جميعا مات، كيلا يحيا الأحياء من بعد لأنفسهم، بل للذي مات وقام من أجلهم (11).
16 فنحن لا نعرف أحدا بعد اليوم معرفة بشرية (12). فإذا كنا قد عرفنا المسيح يوما معرفة بشرية، فلسنا نعرفه الآن هذه المعرفة. 17 فإذا كان أحد في المسيح، فإنه خلق جديد. قد زالت الأشياء القديمة وها قد جاءت أشياء

(٤) راجع ٤ / ١٨.
(٥) يمكن الرجاء في المسيح من قبول الموت، بل من التشوق إليه. إنه انتقال من الاتحاد إلى الحضور. وفل ١ / ٢١ - ٢٣ يوضح التعمق في هذه الصلة. فالموت هو منذ اليوم مرحلة إيجابية قبل القيامة الأخيرة.
(٦) إن الدينونة المشار إليها هنا لا تعني إلا المسيحيين.
أما حالة اليهود والوثنيين، فلا تؤخذ بعين الاعتبار، خلافا لما ورد في روم ٢. وسيقدر عندئذ عمل كل واحد (الآيتان ٨ - ٩ و ١ قور ٣ / ١١ - ١٥). ولا يوضح هل تكون هذه الدينونة عند القيامة العامة (راجع ١ / ١٤ +) أم بعد موت كل واحد (٧) في هذا النص تعارض بين " الخير " و " الشر " فقط. أما ١ قور ٣ / ١١ - ١٥ ففيه سلسلة درجات وفوارق لهذه الدينونة.
(٨) في ٣ / ١ تكلم بولس عن التوصية بنفسه وهو يستأنف هنا الموضوع الذي بدأ به.
(٩) هذا الطعن اللاذع في الذين يريدون الافتخار بأنفسهم نجده أيضا في ١٠ / ١٢.
(١٠) هذه الآية رد على مآخذ أتت من الخصوم. فإن انخطافات بولس ورؤاه (راجع ١٢ / ١) حملت على محمل السوء، كأنها علامة جنون. يميز بولس بين هذا " الجنون " الظاهر في علاقاته مع الله، والحكمة التي يظهرها في علاقاته مع أهل قورنتس.
(١١) النظرات الضيقة والخلافات تفقد من أهميتها أمام الجوهر، يحاول بولس أن يشعر قراءه بالسر المسيحاني المركزي الذي يقوم عليه كل تفكيره.
(١٢) الترجمة اللفظية: " بحسب الجسد ". قد تعود هذه العبارة إما إلى " عرف " وتعني " معرفة بشرية "، وإما إلى المسيح وتعني " بحسب التاريخ ". فيكون المعنى الأول تلميحا إلى الاضطهاد الذي قام به بولس قبل اهتدائه (راجع ١ قور ١٥ / ٨ - ٩ وغل ١ / ١٣). ويكون المعنى الثاني أن بولس عرف المسيح " بحسب الجسد "، أي " بحسب التاريخ ". ليس في الرسائل أي تلميح من شأنه أن يثبت هذا المعنى الثاني. ولعل استعمال صيغة المتكلم في الجمع يدل على خصوم يفتخرون بأنهم عرفوا المسيح معرفة شخصية. على كل حال، ما تقوم عليه الرسالة هو ترائي المسيح، لا التعرف إليه " بحسب التاريخ ".
(٥٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 548 549 550 551 552 553 554 555 556 557 558 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة