الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٥٥٢
فيكم (8).
13 ولما كان لنا من روح الإيمان ما كتب فيه: " آمنت ولذلك تكلمت "، فنحن أيضا نؤمن ولذلك نتكلم، 14 عالمين أن الذي أقام الرب يسوع سيقيمنا نحن أيضا مع يسوع ويجعلنا وإياكم لديه (9)، 15 لأن ذلك كله من أجلكم، حتى إذا كثرت النعمة عند عدد أوفر من الناس، أفاضت الشكر لمجد الله.
16 ولذلك فنحن لا تفتر همتنا: فإذا كان الإنسان الظاهر فينا يخرب، فالانسان الباطن (10) يتجدد يوما بعد يوم. 17 وإن الشدة الخفيفة العابرة تعد لنا قدرا (11) فائقا أبديا من المجد، 18 فإننا لا نهدف إلى ما يرى، بل إلى ما لا يرى. فالذي يرى إنما هو إلى حين، وأما ما لا يرى فهو للأبد (12).
[القيام بالرسالة] [5] 1 ونحن نعلم أنه إذا هدم بيتنا (1) الأرضي، وما هو إلا خيمة، فلنا في السماوات مسكن من صنع الله، بيت أبدي لم تصنعه الأيدي. 2 وإننا، ونحن في هذه الحال، نئن حنينا إلى لبس مسكننا السماوي فوق الآخر، 3 على أن نكون لابسين لا عراة (2). 4 ولذلك نئن مثقلين ما دمنا في هذه الخيمة، لأننا لا نريد أن نخلع ما نلبس (3)، بل نريد أن نلبس ذاك فوق هذا، حتى تبتلع الحياة ما هو زائل. 5 والذي أعدنا لهذا المصير هو الله الذي أعطانا عربون الروح.

(8) راجع 1 / 5 +: يشدد بولس عدة مرات لدى أهل قورنتس عل محن خدمته الرسولية، يعوضه منها خصب هذه الخدمة (6 / 4 و 11 / 23 - 33).
(9) لا يقع التشديد، كما هو في 5 / 10، على الدينونة، بل على انتصار المؤمنين، كما هو في 1 قور 6 / 14.
(10) في روم 7 / 22، يستعمل بولس عبارة " إنسان باطن " للدلالة على الكائن البشري العاقل والمدرك. أما هنا فالتعارض يدور حول النمو الروحي والانحطاط الجسدي (راجع روم 8 / 18 - 19). هناك قياس بين " الإنسان الظاهر " والانسان القديم الوارد ذكره في أف 4 / 22 وقول 3 / 9. يستعمل الرسول التعارض، تارة بين " الإنسان الباطن " و " الإنسان الظاهر "، كما الأمر هو هنا، وتارة بين " في جسده " و " خارج جسده " كما في 2 قور 12 / 2، وتارة بين " الإنسان القديم " و " الإنسان الجديد " كما في أف 4 / 22 - 24 أو قول 3 / 9 - 10. هذه العبارات، وإن لم تكن متعادلة تماما، تعبر عن التحول الذي يحصل في الكائن العادي بفضل العمل الخلاق الذي يعمله فيه حضور الرب.
(11) " قدرا ": الترجمة اللفظية: " وزنا ". كلمتان يونانيتان هنا لتأدية كلمة " كابود " العبرية، التي تعني في آن واحد الوزن والبهاء والجلال والحضور والقدرة والمجد.
(12) ليس الاختلاف بين ما يرى وما لا يرى، بل بالأحرى بين ما قد اختبره الانسان وما ينتظره، ولكن لم يظهر حتى الآن.
(1) تشبه الحياة الشخصية ب‍ " البيت " و " اللباس "، وهما أمران لا يستغنى عنهما في الحياة اليومية. تأتي صعوبة هذا النص من اختلاط الاستعارات: يسكن في لباس، ويلبس مسكن.
(2) في الآيتين 2 و 3، يخشى الرسول قبل كل شئ أن يكون في وضع وسط حيث يكون " عاريا "، أي بلا مسكن ولا لباس. وهو يفضل كثيرا أن يكون مباشرة في وضع القيامة الأخير: راجع 1 قور 15 / 44 - 45. يستعمل هنا لفظ " لابسا " بالمعنى المطلق، في حين أنه فعل متعد في أغلب الأحيان في العهد القديم وفي العهد الجديد. لقد فهم آباء الكنيسة هذه العبارة، على سبيل القياس، " لابسا بر الله ".
(3) فكرة الآية 4 تكمل فكرة الآية 3. يجب ألا يتجرد الإنسان من ثيابه، بل أن يلبس الحياة منذ الآن. والأمل الذي يهبه الروح منذ الآن يستطيع وحده أن يتغلب على خوف العري والعدم (الآية 5).
(٥٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 547 548 549 550 551 552 553 554 555 556 557 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة