الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٤٤٦
دفاعه قال (1): 2 " أراني سعيدا، أيها الملك أغريبا، لأني سأدافع اليوم عن نفسي، في حضرتك، من كل ما يتهمني به اليهود (2)، 3 خصوصا إنك تعرف كل ما لليهود من سنن ومجادلات. فأسألك أن تصغي إلي بطول أناة. 4 ما كانت عليه سيرتي منذ صباي الذي قضيته من أوله في أمتي وفي أورشليم (3)، ذلك أمر يعلمه جميع اليهود، 5 فهم يعرفوني من زمن بعيد، لو شاؤوا أن يشهدوا، يعرفون أني اتبعت أكثر مذاهب ديانتنا تشددا، فعشت فريسيا. 6 وقد مثلت اليوم لأحاكم من أجل رجاء ما وعد (4) الله به آباءنا، 7 والذي يرجو أسباطنا الاثنا عشر أن يبلغوا إليه بالمواظبة على عبادة الله ليل نهار، فبهذا الرجاء، أيها الملك، يتهمني اليهود (5). 8 فلماذا تحسبون أمرا لا يصدق أن الله يقيم الأموات؟ (6) 9 أما أنا فكنت أرى واجبا علي أن أقاوم اسم يسوع (7) الناصري مقاومة شديدة. 10 وهذا ما فعلت في أورشليم، إذ تلقيت التفويض من عظماء الكهنة، فحبست بيدي في السجون عددا كثيرا من القديسين (8)، وكنت موافقا لما اقترع على قتلهم. 11 وكثيرا ما عذبتهم متنقلا من مجمع إلى مجمع لأحملهم على التجديف (9). وبلغ مني السخط كل مبلغ حتى أخذت أطاردهم في المدن الغريبة. 12 فمضيت على هذه الحال إلى دمشق، ولي التفويض والتوكيل من عظماء الكهنة. 13 فرأيت أيها الملك على الطريق عند الظهر نورا من السماء يفوق الشمس بإشعاعه قد سطع حولي وحول رفقائي (10). 14 فسقطنا جميعا إلى الأرض، وسمعت صوتا يقول لي بالعبرية (11): شاول، شاول، لماذا تضطهدني؟ يصعب عليك أن ترفس

(1) الحركة نفسها الوارد ذكرها في 13 / 16 و 21 / 40.
(2) هذا الدفاع الرسمي عن النفس (الآيات 2 - 23) يفوق الدفاع السابق من حيث الانشاء والمبنى (24 / 10 - 21): إنه الدفاع الأخير وكلام بولس موجه إلى مجلس ملكي. أما رواية الاهتداء (الآيات 9 - 18) فإنها تدخل هنا دخول عنصر من عناصر الإثبات (راجع 9 / 1 - 18 و 22 / 3 - 16): فالإيمان بيسوع القائم من الموت هو ضمن رجاء إسرائيل (الآيات 4 - 8)، ولا يحتوي تبشير بولس إلا على ما أنبأت به الكتب المقدسة (الآيات 19 - 23).
(3) راجع 22 / 3: لا يذكر بولس أي شئ عن مولده في طرسوس، بل يبسط الأمور في سبيل إثبات يشدد بوجه خاص على نشاطه في أورشليم (الآيات 9 و 20 و 21 و 26 +).
(4) يرى بولس أن كل هذا الرجاء الموهوب لإسرائيل عن طريق الوعد ل‍ " الآباء " (راجع 3 / 25 - 26) يقوم على القيامة من بين الأموات (الآية 8 +) التي تمت في قيامة يسوع (الآية 23 +، والآية 26 +).
(5) راجع 23 / 6 +.
(6) في هذا التشديد على قدرة الله على الإحياء أكثر مما هو على القيامة الأخيرة تمهيد لإثبات قيامة يسوع في الآية 23.
(7) راجع 3 / 16 +.
(8) من شأن استعمال هذه التسمية (9 / 13 +) التشديد على أن بولس مجرم.
(9) لا شك أن هذا " التجديف " لعنة لاسم يسوع (راجع 13 / 45 +، و 1 قور 12 / 3).
(10) يشمل " النور " هنا جميع الحاضرين، لا بولس وحده (9 / 3 و 22 / 6 و 9)، وقد يكون إشارة سابقة للنور المذكور في الآية 23.
(11) راجع 21 / 40 +. وهذا التوضيح الذي تنفرد به هذه الرواية (راجع 9 / 4 و 22 / 7) يفسر تسمية " شاول " (9 / 4 +).
(٤٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 441 442 443 444 445 446 447 448 449 450 451 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة