الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٤٤٩
تجاه سلمونة (11). 8 فوصلنا، بعدما حاذينا بجهد مياه ساحلها، إلى مكان يقال له المرافئ الحسنة، وبالقرب منه مدينة لاسية (12).
[العاصفة] 9 ومضى (13) زمن طويل حتى أصبح ركوب البحر خطرا، لأن الصوم قد انقضى (14)، فأخذ بولس ينصحهم 10 قال: " أيها الرجال، أرى أن في الإبحار ضررا وخسارة جسيمة، لا للحمولة والسفينة فقط، بل لأرواحنا أيضا ".
11 على أن قائد المائة كان يثق بالربان وصاحب السفينة (15) أكثر منه بأقوال بولس. 12 ولم يكن المرفأ صالحا للشتو فيه، فرأى أكثرهم أن يبحروا منه عساهم أن يصلوا إلى فينكس، فيشتوا فيه، وهو مرفأ في كريت ينظر إلى الجنوب الغربي والشمال الغربي. 13 فهبت ريح جنوبية لينة، فظنوا أنهم ينالون بغيتهم فرفعوا المرساة وساروا على مقربة من شاطئ كريت.
14 وبعد وقت غير كثير، ثارت من أعلاها ريح عاصفة يقال لها أوراكيلون (16)، 15 فاندفعت السفينة ولم تقو على مغالبة الريح، فاستسلمنا إليها نساق على غير هدى. 16 فمررنا مسرعين بالقرب من جزيرة صغيرة تدعى قودة، ولم نستطع حبس الزورق إلا بعد جهد. 17 فبعد أن رفعوه بادروا إلى اتخاذ وسائل الحيطة فشدوا وسط السفينة بالحبال، وأنزلوا الأشرعة مخافة أن تجنح السفينة إلى شاطئ سرطق (17)، ومضوا تسوقهم الريح على هذه الحال. 18 وكانت العاصفة في اليوم الثاني تهزنا هزا شديدا، فجعلوا يلقون الحمولة. 19 وفي اليوم الثالث أخذوا بأيديهم صواري السفينة فألقوها في البحر. 20 وما ظهرت الشمس ولا النجوم من عدة أيام، والعاصفة لم تزل على شدتها. فكان يذهب كل أمل في نجاتنا.
21 وكانوا قد أمسكوا عن الطعام مدة طويلة، فوقف بولس بينهم وقال لهم: " أيها الرجال (18)، كان يجب أن تسمعوا لي فلا تغادروا كريت، فتأمنوا من هذا الضرر وهذه الخسارة. 22 على أني أدعوكم الآن إلى الاطمئنان، فلن يفقد أحد منكم حياته، إلا أن السفينة وحدها تفقد. 23 فقد حضرني في هذه الليلة ملاك من عند الله الذي أنا له وإياه أعبد،

(12) على شاطئ الجزيرة الجنوبي.
(13) تعود رواية العاصفة التي تبتدئ هنا إلى فن أدبي تقليدي (مز 107 ويون 1)، وهي تسير بحسب الرسم البياني التالي: جدال في الإبحار (الآيات 9 - 11)، وهبوب العاصفة التي لا تترك أي أمل في النجاة (13 - 20)، وتشجيع أحد الملائكة وتدخل بولس (21 - 25)، والغرق (27 - 44)، تسود الرواية فكرة الله الذي يهدي بولس إلى رومة، إلى الهدف المحدد (الآيتان 24 - 25).
(14) تلميح إلى عيد التكفير الذي كان يقام في أيلول (سبتمبر). كانوا يمسكون عن الملاحة من أيلول (سبتمبر) إلى شباط أو آذار (فبراير أو مارس). لربما كان بولس ملهما، فتغلب رأيه (الآية 21 +) على رأي أصحاب المهنة.
(15) ممثل مستثمر السفينة.
(16) ريح شرقية شمالية تدفع السفينة نحو أفريقيا.
(17) خليج القيروان: على شاطئ أفريقيا.
(18) يتدخل بولس باسم السلطة التي يوليه إياها تحقيق رأيه " النبوي ". ينسب تصريحه هذه المرة (راجع الآية 9 +) إلى تدخل إلهي، الأمر الذي يجعل منه دعوة ضمنية إلى الإيمان بالله.
(٤٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 444 445 446 447 448 449 450 451 452 453 455 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة