الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٤٤
" إن كنت ابن الله فألق بنفسك إلى الأسفل، لأنه مكتوب:
" يوصي ملائكته بك فعلى أيديهم يحملونك لئلا تصدم بحجر رجلك " (7).
7 فقال له يسوع: " مكتوب أيضا: لا تجربن الرب إلهك " (8). 8 ثم مضى به إبليس إلى جبل عال جدا وأراه جميع ممالك الدنيا ومجدها، 9 وقال له: " أعطيك هذا كله إن جثوت لي ساجدا " (9). 10 فقال له يسوع:
" إذهب (10)، يا شيطان! لأنه مكتوب:
للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد ".
11 ثم تركه إبليس، وإذا بملائكة قد دنوا منه وأخذوا يخدمونه (11).
- 3 - [رسالة يسوع في الجليل] [رجوع يسوع إلى الجليل] 12 وبلغ يسوع خبر اعتقال يوحنا، فلجأ (12) إلى الجليل. 13 ثم ترك الناصرة وجاء كفرناحوم على شاطئ البحر (13) في بلاد زبولون ونفتالي فسكن فيها، 14 ليتم ما قيل على لسان النبي أشعيا (14):
15 " أرض زبولون وأرض نفتالي طريق البحر، عبر الأردن

(7) راجع مز 91 / 11 - 12 المستشهد به بحسب النص اليوناني على غرار تث 8 / 3. لا تستهدف كلمات المزمور هذه المشيح خاصة، بل كل إسرائيلي لا ينتظر العون إلا من الله.
يستشهد الشيطان بالكتب المقدسة بحرفيتها، لكن يسوع يجيبه مستخلصا معناها الجوهري.
(8) إن تجربة الإنسان لله موضوع مألوف في العهد القديم بمعنيين متكاملين: عصيانه لمعرفة مدى صبره، أو استغلال رأفته لمنافع شخصية (خر 17 / 2 - 7 وعد 14 / 22 وتث 6 / 16 ومز 78 / 18 الخ).
(9) يدل هنا فعل " سجد " على الخضوع التام المؤدي إلى نتائج عملية وثورية (راجع 2 / 2 و 8 / 2 و 9 / 18 وتك 37 / 7 - 10). ورد أيضا بهذا المعنى في 28 / 17.
(10) " إذهب ". وجه هذا الأمر نفسه إلى بطرس في 16 / 23.
(11) يدل هنا فعل " خدم " على خدمة المائدة وتقديم الطعام (راجع 8 / 15). ينال يسوع من الملائكة، أي من الله عن يد ملائكته، الطعام الذي أبى أن يقدمه لنفسه كما اقترح عليه الشيطان. وسيعلم يسوع تلاميذه أن يطلبوا وينالوا هذا الطعام من الآب أيضا.
(12) " لجأ ". يستعمل متى هذا الفعل عادة للدلالة على انصراف يسوع أمام الخطر الذي يهدد حياته (2 / 12 و 13 و 14 و 22 و 12 / 15 و 14 / 13 و 15 / 21 وراجع أيضا 14 / 13 +).
(13) يراد به بحيرة طبرية (راجع لو 5 / 1 و 8 / 22).
يحدد عادة موقع كفرناحوم إلى شمال البحيرة الغربي، تل حوم في أيامنا.
(14) يريد متى أن يحدد، لامكان خدمة يسوع الرسولية فقط، بل معناها النبوي منذ بدئها أيضا، فينفرد بالاستشهاد ب‍ أش 8 / 23. - 9 / 1، مع بعض التعديلات في النص. ومن هذه النبوءة يستخرج متى مواضيعه الأساسية:
ففي الجليل، يوجه يسوع تعليمه إلى أكثر الأسباط تعرضا لظلمة الوثنيين، كما كان إسرائيل معرضا لخطر الأشوريين.
وبذلك تنفتح رسالة على جميع الأمم (28 / 19). وبينما آخرون ينصرفون إلى البرية (أهل قمران أو يوحنا المعمدان مثلا) أو يحصرون نشاطهم في أورشليم، نرى يسوع، عمانوئيل الذي بشر به النبي (اش 7 / 14 و 8 / 8 و 10)، يختار " جليل الأمم " الذي يشير إليه متى من أول إنجيله إلى آخره (راجع 2 / 22 و 3 / 13 و 4 / 23 و 25 و 28 / 16).
(٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة