الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٣٩
الشعب كلهم (4) واستخبرهم أين يولد المسيح.
5 فقالوا له: " في بيت لحم اليهودية، فقد أوحي إلى النبي فكتب:
6 " وأنت يا بيت لحم، أرض يهوذا لست أصغر ولايات يهوذا فمنك يخرج الوالي الذي يرعى شعبي إسرائيل " (5).
7 فدعا هيرودس المجوس سرا وتحقق منهم في أي وقت ظهر النجم. 8 ثم أرسلهم إلى بيت لحم وقال: " اذهبوا فابحثوا عن الطفل بحثا دقيقا، فإذا وجدتموه فأخبروني لأذهب أنا أيضا وأسجد له ". 9 فلما سمعوا كلام الملك ذهبوا. وإذا النجم الذي رأوه في المشرق (6) يتقدمهم حتى بلغ المكان الذي فيه الطفل فوقف فوقه. 10 فلما أبصروا النجم فرحوا فرحا عظيما جدا. 11 ودخلوا البيت فرأوا الطفل مع أمه مريم. فجثوا له ساجدين، ثم فتحوا حقائبهم وأهدوا إليه ذهبا وبخورا ومرا (7).
12 ثم أوحي إليهم في الحلم ألا يرجعوا إلى هيرودس، فانصرفوا في طريق آخر إلى بلادهم.
[يسوع في مصر] 13 وكان بعد انصرافهم أن تراءى ملاك الرب ليوسف في الحلم (8) وقال له: " قم فخذ الطفل وأمه واهرب إلى مصر وأقم هناك حتى أعلمك، لأن هيرودس سيبحث عن الطفل ليهلكه ". 14 فقام فأخذ الطفل وأمه ليلا ولجأ إلى مصر (9). 15 فأقام هناك إلى وفاة هيرودس، ليتم ما قال الرب على لسان النبي: " من مصر دعوت ابني " (10).
[استشهاد أطفال بيت لحم] 16 فلما رأى هيرودس أن المجوس سخروا

(4) يجمع هيرودس المسؤولين الدينيين: عظماء الكهنة هم أعضاء الأسر الكهنوتية الكبرى في أورشليم، والكتبة هم مفسروا الشريعة المعتمدون. في 21 / 15 تتفق هاتان المجموعتان على يسوع، لكن متى يجمع في أغلب الأحيان بين عظماء الكهنة وشيوخ الشعب (26 / 3 و 47 و 27 / 1 الخ). والمعنى واحد في الحالتين، وهو أن المسؤولين الحقيقيين عن المأساة هم رؤساء الشعب.
(5) هذا النص مأخوذ من مي 5 / 1 و 2 صم 5 / 2 بتصرف. فهو يضع على لسان مستشاري هيرودس نبوءة على بيت لحم للدلالة على أهميتها.
(6) عن العبارة " في المشرق " راجع 2 / 2 الحاشية 3.
هذا النجم لا يطابق النجوم التي كانت، بحسب العقلية القديمة، تحدد غالبا مصير الأبطال، بل هو بالأحرى النجم الذي يشير به الله إلى أن يسوع أهل لسجود المجوس بصفته ملكا مشيحيا (راجع أيضا عد 24 / 17).
(7) بخور ومر: من الثروات والعطور التقليدية في جزيرة العرب. وكان اليهود الذين ينتظرون مجئ المشيح يرجون أن يتلقى الملك المنتظر إكرام جميع الأمم وتقادمها.
(8) هذه رواية تشابه رواية الأحلام التي وردت في العهد القديم: أحلام أبيملك (تك 20 / 3 - 7) ولأبان (31 / 24)، ويعقوب خاصة مساء رحيله إلى مصر (46 / 2 - 4). نجد فيها أمر الله وخضوع الإنسان. ومن خلال الأحلام، يقود الله شعبه إلى الخلاص (راجع 1 / 18 +).
(9) إنشاء شبيه بإنشاء روايات هرب يعقوب (تك 27 / 43 - 45) أو لوط (تك 19 / 15) أو موسى (خر 2 / 15). إقرأ بنوع خاص رواية ياربعام هاربا إلى مصر، (1 مل 11 / 40). وهي ملجأ للكثير من الهاربين في الكتاب المقدس.
(10) يشدد متى، باستشهاده ب‍ هو 11 / 1، على خروج يسوع من مصر، وهو بذلك خلص شعبه.
(٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة