الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٤٣
السماوات قد انفتحت (22) فرأى روح الله يهبط كأنه حمامة (23) وينزل عليه. 17 وإذا صوت من السماوات يقول: " هذا هو ابني الحبيب (24) الذي عنه رضيت " (25).
[يسوع يصوم في البرية ويقهر الشيطان (1)] [4] 1 ثم سار الروح بيسوع إلى البرية ليجربه إبليس (1). 2 فصام أربعين يوما وأربعين ليلة (2) حتى جاع. 3 فدنا منه المجرب (3) وقال له:
" إن كنت ابن الله (4)، فمر أن تصير هذه الحجارة أرغفة ". 4 فأجابه:
" مكتوب:
ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله " (5).
5 فمضى به إبليس إلى المدينة المقدسة وأقامه على شرفة (6) الهيكل، 6 وقال له:

(22) عبارة تعني انفتاح الأرض على السماء (راجع رسل 7 / 56 و 10 / 11 - 16 ويو 1 / 51) للكشف عن وحي سماوي (اش 63 / 19 وحز 1 / 1 ورؤ 4 / 1 و 19 / 11).
(23) " حمامة ". ليس لهذا الرمز أي تفسير ثابت.
يرجح أنه ليس تلميحا إلى الحمامة التي عادت إلى سفينة نوح (تك 8 / 8 - 12). ويبدو أنها تشير إلى خلق العالم الجديد الذي تم في معمودية يسوع، وذلك وفقا لتقاليد يهودية كانت ترى حمامة في روح الله المرفرف على المياه (تك 1 / 2).
(24) في هذه الكلمات مزيج بين نص مز 2 / 7 المحتوي نبوءة ناتان الوارد ذكرها في 2 صم 7 / 14 (" أنت ابني.. ") ونص اش 42 / 1 (" حبيبي الذي رضيت عنه نفسي "). لا نجد في هذه الآية الأخيرة إشارة إلى العبد المتألم الوارد ذكره في اش 53، بل إلى العبد الذي، وإن كان " لا يرفع صوته " (42 / 2 وراجع متى 12 / 18 - 21)، " لا يني ولا يثني " (اش 42 / 4). بفضل التوحيد بين هذه النصوص الكتابية، يجمع متى في يسوع بين الصورتين النبويتين، صورة ابن الملك داود وصورة العبد.
(25) يعني الرضا هنا اختيارا للقيام برسالة.
(1) ترجع رواية هذا التقليد في جوهره إلى يسوع (راجع مر 1 / 12 - 13)، وتشدد رواية تجارب يسوع على رفضه المشيحية السياسية، ولم ينته هذا الصراع إلا بموت يسوع وقيامته. يظهر يسوع في هذه الرواية بمظهر إسرائيل الجديد الذي جرب في البرية، وهذا ما تدل عليه الاستشهادات الصريحة المأخوذة من سفر تثنية الاشتراع (8 / 3 و 6 / 16 و 6 / 13). لا يستخدم يسوع قوى روحية لغايات دنيوية، ولا يطلب إلى الله أن ينقذه بطريقة سحرية عن طريق المعجزة، ولا أن يسجد للشيطان ليسود العالم سيادة سياسية. خلافا لما جرى لإسرائيل، يخرج يسوع من المعركة منتصرا، فإنه لم يدع الشيطان يفصله عن الله. يركز متى على بعد التجربة المشيحي، لأن يسوع يمثل في آن واحد إسرائيل الجديد وموسى الجديد. وإن ربط هذا المشهد بالمعمودية يفيدنا أيضا عن معنى الحياة المسيحية: فإن المفروض في كل ابن لله أن ينتصر على الشيطان.
(2) يدل رقم " أربعين " (وهو عمر جيل بكامله) على فترة زمنية طويلة لا نعرف مدتها معرفة دقيقة (تك 7 / 4 وخر 24 / 18). يرجح أن هذه المدة تشير إلى الوقت الذي قضاه موسى على الجبل (خر 34 / 28 وتث 9 / 9 و 18) أو إلى الأربعين سنة التي قضاها إسرائيل في البرية (عد 14 / 34) والتي تشير إليها مسيرة إيليا أربعين يوما (1 مل 19 / 8).
(3) " المجرب ". كثيرون هم المجربون الذين امتحنوا يسوع مدة حياته (16 / 1 و 19 / 3 و 22 / 18 و 35). والغاية من هذه الرواية أن تفيدنا عن معنى تلك التجارب المختلفة وموقف يسوع منها.
(4) ترداد لقول الآب الذي سمع في اعتماد يسوع (3 / 17)، ومعناه: " بما أنك ابن الله ".
(5) يستشهد متى ب‍ تث 8 / 3 بحسب الترجمة اليونانية.
أما الأصل العبري فهو أقل دقة: ".. بكل ما يخرج من فم الرب ".
(6) " شرفة "، تصغير لكلمة يونانية تدل على جناح الهيكل، وقد طلب الشيطان من يسوع أن يلقي بنفسه منه ليظهر " مشيحيته " للجموع التي تحتشد عادة في ذلك المكان.
(٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة