الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٣٧٠
[الرسل والسبعة وبولس والأنبياء والشيوخ] تبرز في داخل الكنائس جماعات من المؤمنين تقوم بأعمال خاصة. هذا قبل كل شئ شأن الرسل الاثني عشر (1 / 2) حول بطرس (1 / 31 و 2 / 14 و 5 / 3 و 29 و 9 / 32 الخ و 15 / 7) ولهم في أورشليم وخارجها منزلة فريدة في نوعها، ويتجاوز دورهم (4 / 33 - 37 و 5 / 12 و 18 و 40 و 9 / 27 الخ) رسالتهم الأساسية وهي أن يكونوا شهودا (1 / 8) وخداما للكلمة (6 / 2). ولا شك أن وجودهم في أورشليم، على الأقل في البدء قد حمل تلك الجماعة الأولى إلى حد بعيد على أن تكون مركزا ومنظما (8 / 14 و 9 / 32 و 11 / 1 و 27 - 30 و 15 / 2 و 36). فالرسل هم الذين أقاموا الشمامسة السبعة (6 / 1)، بعد أن طغت عليهم الأعباء، فأرادوا أن يحفظوا أهمها. ومن جهة أخرى، فيسوع نفسه عهد إلى بولس برسالة، إن لم تكن على قدر رسالة الرسل (13 / 31)، فقد كانت مع ذلك أساسية فجعلت منه مؤسسا ومسؤولا عن كنائس. أما الأنبياء فشأنهم يختلف كل الاختلاف عن الرسل، فليس الناس هم الذين " يقيمونهم "، بل الروح هو الذي يلهمهم، ويقومون بعمل مهم في حياة الكنائس.
يذكر سفر أعمال الرسل الشيوخ في سياق الكلام على الكنائس البولسية، فهو يقصد أشخاصا " أقامهم " بولس (14 / 23) للاضطلاع بأعباء هذه الكنائس في غيابه (20 / 18). ولما كانت الشواهد تنقصنا، فلا بأس أن نفترض وجود أصل وعمل مماثلين لشيوخ أورشليم (11 / 30) الذين حول يعقوب (21 / 18 و 12 / 17 و 15 / 13).
فالكنيسة والكنائس التي يعرفنا بها مؤلف أعمال الرسل كان لها إذا شئ من البنية. ولا يعني هذا أن " الإخوة " العاديين لم يكن لهم أي عمل كان سواء أكانوا أنبياء أم لا، فقد كانوا يشاركون في اختيارات هامة (1 / 15 و 6 / 3 و 13 / 1 - 3 و 14 / 23)، ونرى على سبيل المثل أن مجمع أورشليم (15 / 22 - 23 و 28) يختتم بقرار من الروح القدس " بإجماع من الكنيسة كلها ": وقد يكون ذلك، في نظر المؤلف، المثل الأعلى في إدارة الكنيسة، على مثال " المشاركة ".
[شريعة موسى والإيمان بيسوع] هناك موضوع أخير من موضوعات التفكير اللاهوتي في سفر أعمال الرسل، لا بد من البحث فيه على حدة نظرا لأهميته: كيف يرى المؤلف الانتقال من اليهودية إلى المسيحية، من الخلاص بالشريعة (15 / 1 و 5) إلى الخلاص بالإيمان والنعمة (15 / 9 و 11)؟
أكد بولس أمام الحاكم فيلكس، وإن على سبيل المفارقة، أنه باتباعه " الطريقة " ولأنه مسيحي، لم يزل أمينا لما يؤمن به إسرائيل ويرجوه (26 / 22). كان المهتدون إلى المسيحية لا يعرضون مع ذلك عن أحكام السنة اليهودية (2 / 46) وعن الشريعة والختان. ولم يشذ بطرس عن هذه القاعدة (10 / 9 و 14). وكان اسطفانس أقل عداء للشريعة مما يظنه خصومه (6 / 13). وكان بولس نفسه يدعي أنه محافظ أمين على الشريعة ويظهر نفسه كذلك (21 / 26 و 22 / 17). وكانت الكنيسة اليهودية، مع أنها الكنيسة، لا تزال غائصة غوصا عميقا في اليهودية. وسفر أعمال الرسل لا
(٣٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 365 366 367 368 369 370 371 372 373 374 375 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة