الرد على الآلوسي - داود النقشبندي الخالدي - الصفحة ١٦
فمات فرأيته في المنام وهو يقول سبحان الله جئت إلى قبر فلان صديقك قرأت عنده وترحمت عليه وأنا ما جئت إلي ولا قربتني قلت له كيف رأيتني والتراب عليك قال ما رأيت الماء إذا كان في الزجاج ما يتبين قلت بلى قال فكذالك نحن نرى من يزورنا.
وقال ابن القيم في كتاب الروح أول مسألة منه حدثني محمد حدثني أحمد بن سهل حدثني راشد بن سعيد عن رجل عن يزيد بن حبيب أن سليم بن عمر على مقبرة وهو حاقن قد غلبه البول فقال له بعض أصحابه لو نزلت إلى المقابر فبلبت؟؟؟ في بعض حفرها فبكى ثم قال سبحان الله والله إني لأستحي من الأموات كما أستحي من الأحياء ولولا أن الميت يشعر بذلك لما استحى منه وأبلغ من ذلك أن الميت يعلم بعمل الحي من أقاربه وإخوانه إلى أن قال فصل وقد ترجم الحافظ أبو محمد عبد الحق الإشبيلي فقال ذكر ما جاء أن الموتى يسألون عن الأحياء ويعرفون أقوالهم وأعمالهم ثم قال صح عن عمرو بن دينار إنه قال ما من ميت يموت إلا هو يعلم ما يكون في أهله بعده ثم سرد الأدلة على علم الموتى بأحوال الأحياء. انتهى كلام ابن القيم.
وقد ذكر علماء الحنابلة قاطبة كما في شرح الاقناع وشرح المنتهى والغاية عن الشيخ ابن تيمية وغيره أنه قال استفاضة الأخبار والآثار بعلم الموتى بحال أهل الدنيا وبأنه يرى أي الميت من يأتيه ويدري بما يفعل عنده، انتهى.
وكذلك ذكر الشافعية والحنفية ومنهم السيد أحمد الحموي محشي الأشباه في رسالة مخصوصة في تصرف الأولياء.
وأما قوله، فلا يدفع عن نفسه الأذى فهذا يعني به أن الميت لا ينفع ولا يدفع عن نفسه الأذى ولو كان يدفع لدفع عن نفسه الموت فهذا لا يلزم ولا يقوله عاقل إذ لا يدعي أحد أن النبي صلى الله عليه وسلم أو الولي أنه رب منزه حاشا وكلا بل المخلوق المربوب محل الحوادث والأذى ولكن لا يلزم من هذا أنه لا يدفع الأذى عن نفسه أو غيره فما يقدره الله تعالى ويسببه على يديه فإن الأنبياء لا شك أنهم ينالهم الأذى ولا يدفعون عن نفسهم بحولهم وقوتهم في حال حياتهم هم وسائر المخلوقات وهم قادرون عند الناس وكم كشف صلى الله عليه وسلم غمة عن الأمة بشفاعته وقد ورد في الأحاديث الصحيحة كما ذكرها ابن تيمية وابن القيم في كتاب الروح والحافظ ابن رجب في أهوال القبور والسيوطي غيرهم أن
(١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 » »»