الرد على الآلوسي - داود النقشبندي الخالدي - الصفحة ١٠
مخالف للروايات لأن الأمير والسجاد والأئمة الآخرين قد روى عنهم أن أدعيتهم الصحيحة البكاء والاستعاذة من عذاب الله بحرمة الرسول والقرآن والملائكة والتوسل بهم انتهى. قال في الصحيفة في دعاء ختم القرآن اللهم اجعل نبينا صلواتك عليه وعلى آله يوم القيامة أقرب النبيين منك مجلسا وأمكنهم منك شفاعة وأجلهم عندك قدرا وأجلهم عندك جاها وقال في دعاء صيام رمضان اللهم بحق هذا الشهر وبحق من تعبد لك فيه من ابتدائه إلى وقت فنائه من ملك قربته أو نبي أرسلته أو عبد صالح أخصصته وقال في دعائه يوم عرفة رب صل على أطيب أهل بيتك الذي جعلته الوسيلة إليك والمسلك إلى جنتك وقال فيها اللهم أيدت دينك في كل أو آن بإمام أقمته علما لعبادك ومنارا في بلادك وجعلته الذريعة إلى رضوانك وافترضت طاعته وحذرت معصيته فهو عصمة اللائذين وكهف المؤمنين وعروة المتمسكين وقال فيه بحق من انتخبت من خلقك وبمن اصطفيته لنفسك وبحق من اخترت من بريتك وقال في آخر الأدعية اللهم بذمة الإسلام أتوسل إليك وبحرمة القرآن اعتمد عليك وبحمد المصطفى استشفع لديك فانظر فهل في كلام السجاد على قوله توسل وتوسط أحد وذكر الحق والجاه والحرمة أم لا.
الوجه الثامن، في قوله ولم يشتهر عن أحد من الصديقين إدخال حرف النداء على غيره تعالى في طلب شئ وإن قل.
أقول لا حول ولا قوة إلا بالله ما هذه الغفلة الفاحشة وهذا التجاسر العظيم أنبأك عن قوله صلى الله عليه وسلم للأعمى في تعليمه قل اللهم أسألك وأتوسل إليك نبيك يا محمد إني أسئلك في حاجتي هذه لتقضى لي فهل قوله يا محمد أمرا منه وتعليم لأمته أن يدخلوا حرف النداء عليه وينادوه في مغيبه وحضوره وبعد موته وقد تقدم نقله وروى الحاكم وأبو عوانة في صحيحه والبزار بسند صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه إذا انفلتت دابة لأحدكم بأرض فلاة فليناد يا عباد الله احبسوا فإن لله حاظرا سيحبسه وقد ذكر هذا الحديث ابن تيمية في الكلم الطيب عن ابن عوانة في صحيحه وابن القيم في الكلم الطيب له والنووي في الأذكار والجزري في الحصن الحصين والعدة وغيرهم من المحدثين في كتب الأذكار وقال الشيخ علي القاري الحنفي في شرح الحصن والمراد بعباد الله الملائكة أو المسلمون من الجن أو رجال الغيب المسمون بالأبدال فهل هذا أمر منه صلى الله عليه وسلم وتشريع لأمته بإدخال حرف النداء على غير
(١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»