الرد على الآلوسي - داود النقشبندي الخالدي - الصفحة ١٣
نفسه الأذى ولا تستحسنه شريعة من الشرائع فكيف يقال إنه الأحوط وهذه العبارة لا بد فيها من التأويل لأن الذي يقولها لغير الله تعالى إن قصد الحقيقة والاستقلال من دون الله فهذا كفر وإن كان المراد السبب والوسيلة فهو جائز لأن المراد الشفاعة أو الكرامة فقوله الأحوط خلاف الأحوط والظاهر إن مراده بالذي لا يسمع ولا يرى ولا يقدر عن نفسه دفع الأذى هم أهل القبور من الأنبياء والأولياء وفي كونهم لا يسمعون ولا يرون مناقضة لما جاءت به الشريعة المحمدية في حق سائر الموتى فضلا عن جناب الأنبياء والمرسلين والأولياء والصالحين أما إثبات السماع لعامة أهل القبور من الكفار فضلا عن المؤمنين فقد ثبت في الصحيحين البخاري ومسلم أنه صلى الله عليه وقف على قليب بدر بعد أيام من موتهم ورميهم فيه فناداهم فقال يا فلان بن فلان ويا فلان بن فلان هل وجدتم ما وعد ربكم حقا فإني وجدت ما وعدني ربي حقا فقال عمر رضي الله عنه يا رسول الله كيف تكلم أجسادا لا أرواح فيها فقال صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لستم بأسمع منهم وقد ثبت في الصحيحين عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن العبد الميت إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه إنه ليسمع قرع نعالهم قال ابن رجب في أهوال القبور روى أبي الشيخ الإصبهاني بإسناده عن عبيد بن مرزوق قال كانت امرأة بالمدينة يقال لها أم محجن تقم المسجد فماتت فلم يعلم النبي صلى الله عليه وسلم بها فمر على قبرها فقال ما هذا قالوا أم محجن قال التي تقم المسجد قالوا نعم فصف الناس فصلى على قبرها ثم قال أي العمل وجدت أفضل قالوا يا رسول الله أتسمع قال ما أنتم بأسمع منها فذكر أنها أجابته قم المسجد وهذا مرسل وسنذكر الأحاديث بسماع الموتى سلام من يسلم عليهم فيما بعد أن شاء الله وأما إنكار عائشة رضي الله عنها سماع أهل القليب وقولها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إنهم ليعلمون ما أقول فقد قال العلماء منهم ابن القيم في الهدى وفي كتاب الروح وابن رجب والسيوطي وغيرهم أن من شهد الواقعة كعمر وأبي طلحة وغيرهما من الصحابة حكاه عن النبي صلى الله عليه وسلم وعائشة رضي الله عنها لم تشهد ذلك فهم أثبت منها وأحق وروايتها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إنهم ليعلمون الآن ما قلت حق يؤيد رواية من روى أنهم ليسمعون ولا ينافيها فإن الميت إذا جاز أن يعلم جاز أن يسمع لأن الموت ينافي العلم كما ينافي السمع والبصر فلو كان مانعا من البعض لكان مانعا من الجميع وأما قوله تعالى إنك
(١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 ... » »»