تطهير الفؤاد - الشيخ محمد بخيت الحنفي - الصفحة ١٩٧
وهو ترتيب حسن وليس فيه ما يعارض شفاعته صلى الله عليه وسلم لأمته عقب رفع رأسه من السجود في المرة الأولى فإنه يحتمل أن يكون ذلك ابتداء فصل القضاء فقد صح النبي صلى الله عليه وسلم أن أمته هي المقضي لهم قبل الخلائق فيكون صلى الله عليه وسلم لما يدنوا للشفاعة في فصل الفضاء ويؤذن له في الشفاعة يبتدئ بالسؤال لمن يقضى له أولا فيجاب بأن يدخل الجنة من أمته من لا حساب عليه هذا في المرة الأولى ويكون إعلامه صلى الله عليه وسلم بذلك في أول الأمر من كمال الاكرام ثم بعد ذلك تتبع كل أمة ما كانت تعبد ويوضع الصراط ويؤذن في الشفاعة للمذنبين فيشفع النبي صلى الله عليه وسلم والأنبياء والملائكة في نجاة من يشاء الله من النار ثم بعد ذلك يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار ومن شاء الله تعالى من المذنبين فيقع بعد ذلك الشفاعة في إخراج المذنبين من النار ولعل سؤال النبي صلى الله عليه وسلم لأمته في الثانية والثالثة والرابعة حينئذ ويشفع الأنبياء أيضا والملائكة والمؤمنون في إخوانهم ويحتمل أن يكون اقتصار النبي صلى الله عليه وسلم على ذكر أمته من كمال الأدب مع ربه سبحانه وتعالى فإنهم الأخصون به وهو صلى الله عليه وسلم يعلم أنه يحصل في ضمن ذلك ما قصد إليه ولجأ الناس بسببه من فصل القضاء العام على أنه قد ورد في حديث آخر ذكره القاضي عياض في الشفاء أما ترضون أن يكون إبراهيم وعيسى فيكم يوم القيامة ثم قال إنهما في أمتي يوم القيامة أما إبراهيم فيقول أنت دعوتي وذريتي فاجعلني من أمتك وأما عيسى فالأنبياء إخوة بنو علات أمهاتهم شتى وإن عيسى أخي ليس بيني وبينه نبي وأنا أولى الناس به ويحتمل أن يكون السؤال للأنبياء مرتين مرة من جميع الناس في فصل القضاء ثم مرة من المؤمنين بعد تميزهم في استفتاح الجنة وسقط من الحديث ذكر الشفاعة الأولى وقد ورد هذا مصرحا به روى علي بن معبد في كتاب الطاعة والمعصية عن المسيب بن شريك عن إسماعيل بن رافع المدني عن
(١٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 ... » »»