أبناء الرسول في كربلاء - خالد محمد خالد - الصفحة ١٥٥
إنهم لم يقدموا على تضحية يرجى من ورائها النصر. بل أقدموا على التضحية من أجل التضحية ذاتها..
وهكذا جعلوها وسيلة وغاية..
كما أكدوا معنى أنها مثوبة نفسها، وأنها قيمة بذاتها!!
* * * وبعد، فأكاد أسمعكم تقولون: إنك لم تحدثنا عن أجساد الشهداء الأبطال، أين استقرت..؟ ولا عن رأس (الحسين العظيم) أيان مصيره، ومرساه..؟؟
أما أجسادهم الكريمة، فقد استقرت تحت الثرى الدامي لأرض كربلاء..!!!
فعلى أثر رحيل جيش ابن زياد خف إلى مكان المعركة نفر من بني أسد، كانوا ينزلون بالقرب منها، فدفنوا جثمان البطل العظيم.. وعند قدميه دفنوا جثمان ابنه الحبيب (علي بن الحسين)، ومن حولهما دفنوا أجساد بقية الشهداء الممجدين.. وحيث وقع (العباس بن علي) أخو (الإمام الحسين) شهيدا، دفنوا جثمانه الكريم.
* * * وأما رأس البطل، فقد راحت البقاع الإسلامية تتنافس ادعاء شرف إيوائه، فيدعي كل منها أن الرأس عندها يعطر أرضها، ويبارك حماها!!
لكن لا يعرف على وجه اليقين أين هو..
وذلك أمر يتسق مع حياة البطل ومصيره.!!
(١٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 » »»
الفهرست