أبناء الرسول في كربلاء - خالد محمد خالد - الصفحة ١٥١
لقد رفضوا الباطل، واختاروا الحق..
ثم رفضوا الصمت، وآثروا المقاومة..
ثم رفضوا المساومة، وصمدوا مع إيمانهم..
ثم لما رأوا أنفسهم اثنين وسبعين، وسط آلاف فارس ورام، ولم يعد هناك أدنى ريب في أن الموت هو الذي ينتظرهم، اقتحموا الهول في مشهد مجيد، مقررين بمحض اختيارهم وإرادتهم أن يمنحوا أمتهم، بل والبشرية كلها هذه القدرة الرائعة في التضحية.. وهذا العيد الممجد للفداء..!!
وفي جلال المفتدين، وإخبات المتقين، راحوا يؤدون مهمتهم القاسية والعالية، حتى أنجزوها في نجاح عظيم..!!!
* * * وإني لأكاد أرى المعركة أمامي..
أرى وقع السيوف، وقذف الحراب.. أرى قطع الرقاب، وتمزيق الأجساد.. أرى وحشية المجرمين، وصمود المتقين..
أرى ذلك كله، فلا يخدعني الشكل الفاجع عن الجوهر المجيد..!
ولا تصرفني مأساة الموت، عن عظمة الشهادة..!
ولا يشغلني مأتم الأرض، عن انبهار السماء..!!
أجل.. لكأني أرى السماء يومها مبتهية وهي ترى الحق يستعيد قداسته في ذلك اليوم الرهيب، ويثبت استعلاءه بهذا الصمود العجيب.!!
ثم، وهي ترى حكمة الله في اختياره تتجلى..
فقديما، وعندما كان الرسول عليه السلام في بدء دعوته، قال كفار قريش: أولم يجد الله غير ذلك البيت الهاشمي الفقير ليختار منه رسوله..؟؟
(١٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 » »»
الفهرست