أبناء الرسول في كربلاء - خالد محمد خالد - الصفحة ١٤٤
يا يزيد أن بنا هوانا على الله، وأن بك عليه كرامة، فشمخت بأنفك حين رأيت الدنيا مستوثقة لك..؟
ألا إن الله إن أمهلك، فلأنه يقول:
(ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم، إنما نملي لهم ليزدادوا إثما. ولهم عذاب مهين..).
لتردن على الله غدا يا يزيد، وأنت تود لو كنت أبكم أعمى..
ولتجدننا عليك مغرما، حين لا تجد إلا ما قدمت يداك، تستصرخ بابن مرجانة... ويستصرخ بك!!
ولتعلمن يوم يحكم الله بيننا، أينا شر مكانا وأضعف جندا)..!!
وكما صنع ابن زياد من قبل، صنع يزيد نفس الصنيع، فراح يلوذ من قوارع (السيدة زينب) بتوجيه حديثه إلى الغلام المريض..!
قال له: لقد قطع أبوك رحمي، وجهل حقي، ونازعني سلطاني، فصنع الله به ما رأيت.
فما زاد الغلام الرجل على أن تلا الآية الكريمة:
(ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها، إن ذلك على الله يسير..
لكيلا تأسوا على ما فاتكم، ولا تفرحوا بما آتاكم، والله لا يحب كل مختال فخور)!!
راحت كلمات (زينب) الحارة وأنفاسها الساخنة، تهب جذوة أخيها الشهيد مزيدا من التوهج واللألاء، فإذا الناس أفرادا وجماعات يرفعون جباههم جميعا متحدين ذلك النصر الرخيص الذي أحرزه يزيد، وابن زياد...
فيقف الصحابي الجليل (يزيد بن أرقم) رغم كهولة سنه ووهن
(١٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 ... » »»
الفهرست