الإرشاد إلى سبيل الرشاد - المنصور بالله القاسم - الصفحة ٧٥
الاختلاف غير علي عليه السلام، وذلك معلوم باستقراء الكتاب والسنة، كما قال تعالى: (أن أقيموا الدين ولا تفرقوا فيه) [الشورى:
13]، واتباع الآحاد مع الاختلاف مؤد إلى التفرق في الدين.
وكما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفيه نوح من ركبها نجا)، فذكر صلى الله عليه وآله وسلم أهل بيته جميعا لا أفرادهم.
وأما علي عليه السلام فمخصوص بما تواتر معنى وأفاد القطع الذي لا يدفع من نحو قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (علي مع الحق والحق مع علي) (1).

(١) - أخرجه الإمام أبو طالب في الأهالي الباب (٣)، ومن طريقه أخرجه الحموئي في فرائد السمطين ١ / ١٧٦ (١٤٠). وأخرجه الدولابي في الكنى ٢ / ٨٩، وابن عساكر في ترجمة الإمام علي ٣ / ١٥٤ من طريق مالك بن جعونه، عن أم سلمة. وأخرجه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ١٤ / ٣٢١، والطبراني في المعجم الكبير ٢٣ / ٣٢٩ - ٣٣٠ رقم (٧٥٦) و ٣٩٥ - ٣٩٦ رقم (٩٤٦)، ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ١٣٤، وقال: رواه الطبراني عن أم سلمة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (علي مع الحق والحق مع علي، ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض يوم القيامة).
وفي الباب عن سعد بن أبي وقاص، رواه الهيثمي أيضا في مجمع الزوائد ٧ / ٢٣٥، وقال: رواه البزار، وفيه سعد بن شعيب، ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
أقول: هو: سعد بن شبيب الحضرمي، أبو عثمان المصري رفيق بن إدريس، خفي عليه لمكان التصحيف، وقد ترجمه غير واحد وقال الجوزجاني: شيخ صالح صدوق. وذكره المزي في تهذيب الكمال ١٠ / ٤٩٨، وقال: روى له النسائي. وله ذكر في تهذيب التهذيب ٤ / ٤٢، والخلاصة ١٣٩.
وعن أبي سعيد أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق ٢ / ١٥٣ (تهذيبه)، وابن المغازلي الشافعي في المناقب ٢٤٤، وأبو يعلى الموصلي في المسند ٢ / ٣١٨ رقم (١٠٥٢). وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ٧ / ٢٣٥: رواه أبو يعلى ورجاله ثقات.
وعن علي أخرجه الحاكم في المستدرك ٣ / ١٢٤، والترمذي في السنن ٥ / ٥٩٢ رقم (٣٧١٤).
وقال المباركفوري معلقا على الحديث: أي اجعل الحق دائرا وسائرا (حيث دار) أي علي، ومن ثمة كان أقضى الصحابة وأعلمهم. تحفة الأحوذي ١٠ / 217. وقال:
رواه أبو يعلى ورجاله ثقات.
وروى ابن قتيبة في الإمامة والسياسة 1 / 78، عن محمد بن أبي بكر أنه دخل على أخته عائشة، فقال لها: أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ( علي مع الحق، والحق مع علي) ثم خرجت تقاتلينه.
(٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة 3
2 الاختلاف في الدين أسبابه ونتائجه 5
3 ترجمة المؤلف 16
4 كلمة عن الكتاب 24
5 توثيق نسبة الكتاب إلى المؤلف 25
6 المخطوطات المعتمدة في تحقيق الكتاب 28
7 عملي في الكتاب 32
8 [مقدمة المؤلف في بيان موضوع الكتاب] 35
9 الفصل الأول في الارشاد إلى حكم الخلاف 36
10 [آراء العلماء في حكم الاختلاف] 39
11 [مناقشة الآراء] 42
12 [وقوع الاختلاف بين الصحابة لا يدل على التصويب] 43
13 الفصل الثاني في الارشاد إلى معرفة المحق وتمييزه من المخطئ [أدلة الكتاب على وجود طائفة على الحق واستمرارها] 57
14 [الفرقة الظاهرة على الحق] 60
15 الفصل الثالث في ذكر وقوع الاختلاف بين أهل البيت (ع) والارشاد إلى معرفة أسبابه [سبب وقوع الاختلاف بين أهل البيت (ع)] 69
16 1 - السهو والغلط 69
17 2 - [الخروج إلى مذاهب الفرق] 72
18 الفصل الرابع في الارشاد إلى ما يجب من العمل في اتباع أهل البيت (ع) بعد اختلافهم وقد تضمن ذلك مطلبين: 73
19 المطلب الأول: [في وجوب النظر في صحيح الأدلة] 73
20 [عدم ورود دليل على جواز اتباع أفراد العترة إلا عليا (ع)] 74
21 [موقف الإمام علي عليه السلام من الفرقة] 78
22 [وجوب رد أقوال آحاد العترة إلى الكتاب والسنة] 81
23 [قول الإمام زيد بن علي في ذلك] 81
24 [قول الإمام محمد الباقر والإمام جعفر الصادق] 82
25 [قول الإمام القاسم بن إبراهيم في ذلك] 83
26 [قول الإمام الهادي في ذلك] 85
27 [قول الإمام الناصر الأطروش في ذلك] 90
28 [قول الإمام المؤيد بالله والامام الداعي] 91
29 [قول الإمام أبي طالب في ذلك] 92
30 [قول الإمام أحمد بن سليمان في ذلك] 93
31 [قول الإمام عبد الله بن حمزة في ذلك] 93
32 [تقليد جماعة العترة] 94
33 المطلب الثاني [كيفية العمل في المختلف فيه وأقسامه] 95
34 [العمل بالمتفق عليه] 97
35 [أدلة الكتاب والسنة على وجوب العمل بالمتفق عليه] 98
36 [أقوال قدماء العترة في تحريم العمل بالمختلف فيه] 101
37 [كيفية العمل في المختلف فيه والمنع من تقليد الآحاد] 103
38 الفصل الخامس في الارشاد إلى حكم أقوال المخالفين للعترة (ع) الخارجين بأقوالهم عن موافقة المجتهدين منهم، وحكم أقوال الفاسقين من المجاهرين و المتأولي 108
39 الفصل السادس في الارشاد إلى حكم ما يحصله المقلدون تفريعا على نصوص المجتهدين 111
40 [العمل بالدليل يكون بعد البحث عن الناسخ والمخصص] 115
41 [أقوال العلماء في التخاريج] 116