نشأة الشيعة الإمامية - نبيلة عبد المنعم داوود - الصفحة ٥٨
بينه وبين عثمان وأجهر بانتقاد عثمان، فضرب حتى غشي عليه وكان شيخا كبيرا ، وقيل أن سبب ذلك لأنه أخفى عنه قبر عبد الله بن مسعود إذ كان المتولي عليه والقائم بشأنه (1).
وكذلك فعل عمار عندما مات المقداد فقد صلى عليه ودفنه ولم يؤذن عثمان به، فاشتد غضب عثمان على عمار وقال: ويلي على ابن السوداء أما لقد كنت به عليما (2). والمقداد من أنصار علي أيام السقيفة والشورى كما مر.
وقد بلغ عمار حين بويع عثمان قول أبي سفيان في دار عثمان عقيب الوقت الذي بويع فيه عثمان وقد دخل داره ومعه بنو أمية، قال أبو سفيان: أفيكم أحد من غيركم؟ - وقد كان عمي - قالوا: لا، فقال: يا بني أمية تلقفوها تلقف الكرة فوالذي يحلف به أبو سفيان ما زلت أرجوها لكم ولتصيرن إلى صبيانكم وراثة.
ونما هذا القول بين المهاجرين والأنصار فقام عمار في المسجد فقال: يا معشر قريش، أما إذا صرفتم هذا الأمر عن أهل بيت نبيكم ههنا مرة وههنا مرة فما أنا بآمن من أن ينتزعه الله منكم فيضعه في غيركم كما نزعتموه من أهله ووضعتوه في غير أهله (3).
ثم قتل عثمان وبقي الناس ثلاثة أيام بلا امام حتى بويع علي (4). ويذكر الطبري عن جعفر بن عبد الله المحمدي... عن محمد بن الحنفية قال: كنت مع أبي حين قتل عثمان... فأتاه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقالوا ان هذا الرجل قد قتل ولا بد للناس من إمام ولا نجد اليوم أحق بهذا الأمر منك ولا أقدم سابقة ولا أقرب من رسول الله فقال لا تفعلوا فإني أكون وزيرا خيرا من أكون أميرا، فقالوا لا والله ما نحن بفاعلين حتى نبايعك قال ففي المسجد فإن بيعتي لا تكون خفيا ولا تكون إلا عن رضا المسلمين... فلما دخل المسجد دخل المهاجرون والأنصار فبايعوه، ثم

(١) البلاذري: أنساب الأشراف ج ٥ ص ٤٩.
(٣) المسعودي: مروج الذهب ج ٢ ص ٣٥١.
(٤) الدينوري: الأخبار الطوال ص ١٤٠.
(٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الفصل الأول: 1 - دراسة للمصادر أ - المصادر التاريخية 9
2 ب - كتب الفرق 19
3 ج‍ - المصادر الإسماعيلية 20
4 د - كتب أهل السنة 21
5 ه‍ - كتب الاعتزال 25
6 و - كتب الإمامية 26
7 الفصل الثاني: أصل التشيع وتطوره 1 - أصل التشيع 51
8 2 - تطور التشيع في ضوء ما مر به من أحداث 68
9 أ - مقتل علي بن أبي طالب 68
10 ب - تنازل الحسن بن علي 68
11 ج‍ - حركة حجر بن عدي الكندي 73
12 د - مقتل الحسين بن علي 74
13 ه‍ - حركة التوابين 77
14 و - المختار بن أبي عبيد الثقفي 79
15 ز - ثورة زيد بن علي 84
16 الفصل الثالث: 1 - الإمامة بنظر الشيعة أ - إمامة علي بن أبي طالب 98
17 ب - إمامة الحسن بن علي 151
18 ج‍ - إمامة الحسين بن علي 153
19 د - إمامة علي بن الحسين (زين العابدين) 155
20 ه‍ - إمامة محمد بن علي الباقر 156
21 2 - الدعوة العباسية وصلتها بالشيعة 157
22 الفصل الرابع: سياسة العلويين تجاه الشيعة 177
23 1 - الزيدية 179
24 أ - ثورات الزيدية 179
25 ب - موقف الإمامية من الثورات الزيدية 209
26 2 - الشيعة الإمامية 211
27 أ - موقف الإمامية من العباسيين 214
28 الفصل الخامس: الإمامة وتطورها عند الشيعة الإمامية 235
29 1 - الإمامة أ - إمامة جعفر بن محمد الصادق 237
30 ب - إمامة موسى بن جعفر الكاظم 246
31 ج‍ - إمامة علي بن موسى الرضا 252
32 د - إمامة محمد بن علي الجواد 262
33 ه‍ - إمامة علي بن محمد الهادي 267
34 و - إمامة الحسن بن علي العسكري 270
35 ز - إمامة محمد بن علي المهدي (صاحب الزمان) 278
36 2 - عقائد الإمامية 292
37 أ - الإمامة 292
38 ب - العصمة 297
39 ج‍ - التقية 298
40 د - الرجعة 298