نشأة الشيعة الإمامية - نبيلة عبد المنعم داوود - الصفحة ٥٥
عليا (1). وبضوء الروايات السابقة يتبين أن بعض من امتنع عن البيعة هم أقرباء لعلي، أما القسم الآخر فقد وقفوا بجانب علي وفضلوه وأهلوه للخلافة يدل على ذلك قول خالد بن سعيد وقد كان غائبا وقت السقيفة فأتى عليا فقال:
هلم أبايعك فوالله ما في الناس أحد أولى بمقام محمد منك (2).
وقول سلمان حين بويع أبو بكر لو بايعوا عليا لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم (3).
ويذكر سليم أن جماعة من المهاجرين والأنصار وعددهم أربعون رجلا أتوا إلى علي بن أبي طالب فبايعوه فطلب منهم أن يصبحوا عند بابه محلقين رؤوسهم عليهم السلاح فما أجاب منهم غير أربعة نفر سلمان وأبو ذر والمقداد والزبير بن العوام (4). ويؤكد ذلك اليعقوبي ولا يذكر عدد من اجتمع إلى علي إلا أنه يقول أنه لم يأته منهم غير ثلاثة نفر (5).
وهذا دليل على قلة أنصار علي في هذه الفترة.
إلا أن جميع من امتنع عن بيعة أبي بكر بايعه بعد أن بايع علي. وقد كان علي بن أبي طالب في هذه الفترة يشكو قلة الأنصار قال: فسدلت دونها ثوبا وطويت عنها كشحا وطفقت أرتئي بين أن أصول بيد جذاء أو أصبر على طخية عمياء فرأيت أن الصبر على هاتا أحجى... (6). فهذا رأي علي بن أبي طالب بالخلافة في تلك الفترة.
وفي الفترة التي تلت السقيفة لم نسمع صوتا لعلي بن أبي طالب ولا

(١) الطبري: تاريخ الرسل والملوك ج ٣ ص ٢٠٢.
(٢) اليعقوبي: التاريخ ج ٢ ص ١٠٥.
(٣) البلاذري: أنساب الأشراف ج ١ ص ٥٩١، ويذكر أبو جعفر أحمد بن أبي عبد الله البرقي (ت ٢٨٤ ه‍) من أصحاب الإمام محمد الجواد صاحب كتب الرجال أن هناك جماعة اعتزلت البيعة ويذكر أن عددهم ١٢ رجلا ستة من المهاجرين وستة من الأنصار. انظر البرقي: الرجال ص ٦٣.
(٤) سليم بن قيس: السقيفة ص ١١٥.
(٥) اليعقوبي: التاريخ ج ٢ ص ١٠٥.
(٦) ابن أبي حديد: شرح نهج البلاغة ج ١ ص ٥٠.
(٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 48 49 51 53 54 55 56 57 58 59 60 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الفصل الأول: 1 - دراسة للمصادر أ - المصادر التاريخية 9
2 ب - كتب الفرق 19
3 ج‍ - المصادر الإسماعيلية 20
4 د - كتب أهل السنة 21
5 ه‍ - كتب الاعتزال 25
6 و - كتب الإمامية 26
7 الفصل الثاني: أصل التشيع وتطوره 1 - أصل التشيع 51
8 2 - تطور التشيع في ضوء ما مر به من أحداث 68
9 أ - مقتل علي بن أبي طالب 68
10 ب - تنازل الحسن بن علي 68
11 ج‍ - حركة حجر بن عدي الكندي 73
12 د - مقتل الحسين بن علي 74
13 ه‍ - حركة التوابين 77
14 و - المختار بن أبي عبيد الثقفي 79
15 ز - ثورة زيد بن علي 84
16 الفصل الثالث: 1 - الإمامة بنظر الشيعة أ - إمامة علي بن أبي طالب 98
17 ب - إمامة الحسن بن علي 151
18 ج‍ - إمامة الحسين بن علي 153
19 د - إمامة علي بن الحسين (زين العابدين) 155
20 ه‍ - إمامة محمد بن علي الباقر 156
21 2 - الدعوة العباسية وصلتها بالشيعة 157
22 الفصل الرابع: سياسة العلويين تجاه الشيعة 177
23 1 - الزيدية 179
24 أ - ثورات الزيدية 179
25 ب - موقف الإمامية من الثورات الزيدية 209
26 2 - الشيعة الإمامية 211
27 أ - موقف الإمامية من العباسيين 214
28 الفصل الخامس: الإمامة وتطورها عند الشيعة الإمامية 235
29 1 - الإمامة أ - إمامة جعفر بن محمد الصادق 237
30 ب - إمامة موسى بن جعفر الكاظم 246
31 ج‍ - إمامة علي بن موسى الرضا 252
32 د - إمامة محمد بن علي الجواد 262
33 ه‍ - إمامة علي بن محمد الهادي 267
34 و - إمامة الحسن بن علي العسكري 270
35 ز - إمامة محمد بن علي المهدي (صاحب الزمان) 278
36 2 - عقائد الإمامية 292
37 أ - الإمامة 292
38 ب - العصمة 297
39 ج‍ - التقية 298
40 د - الرجعة 298