نشأة الشيعة الإمامية - نبيلة عبد المنعم داوود - الصفحة ٢٠٩
ولكن هذه الثورات لم يكتب لها النجاح ما عدا حركة إدريس في المغرب حيث نجح إدريس في إقامة دولة الأدارسة. فقد فشلت كل الحركات بالرغم من كثرة أنصارها ومؤيديها نظرا للظروف التي أحاطت بها ولمقدرة العباسيين السياسية في القضاء على خصومهم، كما أن هذه الحركات لم تكن خالية من المغامرين والطامحين كما مر من ثورة أبي السرايا ثم أن العلويين لم تجمعهم غاية واحدة ولم يظهروا في بلد واحد.
ومع هذا فقد كان العلويون خطرا هدد الدولة العباسية في عصرها الأول وسببوا لها الكثير من المتاعب بثوراتهم المستمرة، وتذكيرهم من حين لآخر بوجود من يرى أنهم ليسوا بأصحاب الحق الشرعي في الخلافة.
ب - موقف الإمامية من الثورات الزيدية:
وقد أيقن الإمامية أن لا فائدة من هذه الثورات فاعتزلوها وحذروا أصحابها كما فعل الصادق مع عبد الله بن الحسن وابنه محمد فيذكر سبط ابن الجوزي لما خرج محمد بن الحسن بالمدينة هرب جعفر بن محمد (الصادق) إلى ما له بالفرع فأقام معتزلا للقوم حتى قتل محمد وعاد إلى المدينة (1).
إلا أن اعتزال الصادق عن محمد لم يكن سوء تفاهم أو عدم انسجام بينه وبين أبناء عمه فيذكر الطبري أن المنصور لما حبس أبناء الحسن وحملهم من المدينة إلى العراق وكان الصادق في المدينة كان ينظر إليهم ويتألم ويدعو على آل العباس ويقول:
والله لا يحفظ الله حرمة بعد هؤلاء (2).
ويذكر الكليني عن المعلى بن خنيس قال كنت عند أبي عبد الله إذ أقبل محمد بن عبد الله فسلم ثم ذهب فرق له أبو عبد الله ودمعت عيناه فقلت له: لقد رأيتك صنعت به ما لم تكن تصنع بأحد فقال: رققت له

(1) سبط ابن الجوزي: تذكرة الخواص ص 357.
(2) الطبري: تاريخ الرسل والملوك ج 9 ص 194.
(٢٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الفصل الأول: 1 - دراسة للمصادر أ - المصادر التاريخية 9
2 ب - كتب الفرق 19
3 ج‍ - المصادر الإسماعيلية 20
4 د - كتب أهل السنة 21
5 ه‍ - كتب الاعتزال 25
6 و - كتب الإمامية 26
7 الفصل الثاني: أصل التشيع وتطوره 1 - أصل التشيع 51
8 2 - تطور التشيع في ضوء ما مر به من أحداث 68
9 أ - مقتل علي بن أبي طالب 68
10 ب - تنازل الحسن بن علي 68
11 ج‍ - حركة حجر بن عدي الكندي 73
12 د - مقتل الحسين بن علي 74
13 ه‍ - حركة التوابين 77
14 و - المختار بن أبي عبيد الثقفي 79
15 ز - ثورة زيد بن علي 84
16 الفصل الثالث: 1 - الإمامة بنظر الشيعة أ - إمامة علي بن أبي طالب 98
17 ب - إمامة الحسن بن علي 151
18 ج‍ - إمامة الحسين بن علي 153
19 د - إمامة علي بن الحسين (زين العابدين) 155
20 ه‍ - إمامة محمد بن علي الباقر 156
21 2 - الدعوة العباسية وصلتها بالشيعة 157
22 الفصل الرابع: سياسة العلويين تجاه الشيعة 177
23 1 - الزيدية 179
24 أ - ثورات الزيدية 179
25 ب - موقف الإمامية من الثورات الزيدية 209
26 2 - الشيعة الإمامية 211
27 أ - موقف الإمامية من العباسيين 214
28 الفصل الخامس: الإمامة وتطورها عند الشيعة الإمامية 235
29 1 - الإمامة أ - إمامة جعفر بن محمد الصادق 237
30 ب - إمامة موسى بن جعفر الكاظم 246
31 ج‍ - إمامة علي بن موسى الرضا 252
32 د - إمامة محمد بن علي الجواد 262
33 ه‍ - إمامة علي بن محمد الهادي 267
34 و - إمامة الحسن بن علي العسكري 270
35 ز - إمامة محمد بن علي المهدي (صاحب الزمان) 278
36 2 - عقائد الإمامية 292
37 أ - الإمامة 292
38 ب - العصمة 297
39 ج‍ - التقية 298
40 د - الرجعة 298