نشأة الشيعة الإمامية - نبيلة عبد المنعم داوود - الصفحة ٢٠٦
ولما ولي المتوكل الخلافة لقي الطالبيون شدة منه لأنه كان شديد الوطأة على آل أبي طالب غليظا على جماعتهم... شديد الغيظ والحقد عليهم وسوء الظن والتهمة لهم... فبلغ فيهم ما لم يبلغه أحد من خلفاء بني العباس قبله (1).
وقد بالغ المتوكل في التشديد على العلويين حتى أنه منع آل أبي طالب من التعرض لمسألة الناس ومنع الناس من البر بهم، وكان لا يبلغه أن أحدا أبر أحدا منهم بشئ وإن قل إلا وأنهكه عقوبة وأثقله عزما، حتى كان القميص يكون بين جماعة من العلويات يصلين فيه واحدة بعد واحدة ثم يرقعنه ويجلس على مغازلهن عواري حواسر (2).
ومن آثار شدة المتوكل على العلويين أنه في سنة 237 ه‍ أمر بهدم قبر الحسين وما حوله من المنازل والدور وأمر أن يحرث الموضع ويسقى ويبذر ومنع الناس من إتيانه وأمر بحبس كل من وجد عند الموضع (3).
وكان لهدم قبر الحسين أثره السيئ في نفوس المسلمين إذ تألموا من ذلك وكتب أهل بغداد شتم المتوكل على المساجد والحيطان كما هجاه الشعراء (4).
وقد كان لموقف حاشية المتوكل تأثيره أيضا في سياسته مع العلويين فقد أحاط بالمتوكل جماعة اشتهروا بالعداء لعلي بن أبي طالب ولأهل بيته ومنهم وزيره عبيد الله بن يحيى بن خاقان فحسن له القبيح في معاملتهم (5).

(١) الأصفهاني: مقاتل الطالبيين ص ٥٩٧.
(٢) ن. م ص ٥٩٩، وانظر:
Muir: Caliphate. P. ٣٢٨.
(٣) الطبري: تاريخ الرسل والملوك ج ١١ ص ٤٤، ابن الأثير: الكامل ج ٥ ص ٣٠٠ ابن كثير: البداية والنهاية ج ١٠ ص ٣١٥.
(4) السيوطي تاريخ الخلفاء ص 347 ويذكر ما قيل من أشعار منها:
تالله إن كانت أمية قد أتت * قتل ابن بنت نبيها مظلوما فلقد أتاه بنو أبيه بمثله * هذا لعمري قبره مهدوما أسفوا على أن لا يكونوا شاركوا * في قتله فتتبعوه رميما (5) الأصفهاني: مقتل الطالبيين ص 597.
(٢٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الفصل الأول: 1 - دراسة للمصادر أ - المصادر التاريخية 9
2 ب - كتب الفرق 19
3 ج‍ - المصادر الإسماعيلية 20
4 د - كتب أهل السنة 21
5 ه‍ - كتب الاعتزال 25
6 و - كتب الإمامية 26
7 الفصل الثاني: أصل التشيع وتطوره 1 - أصل التشيع 51
8 2 - تطور التشيع في ضوء ما مر به من أحداث 68
9 أ - مقتل علي بن أبي طالب 68
10 ب - تنازل الحسن بن علي 68
11 ج‍ - حركة حجر بن عدي الكندي 73
12 د - مقتل الحسين بن علي 74
13 ه‍ - حركة التوابين 77
14 و - المختار بن أبي عبيد الثقفي 79
15 ز - ثورة زيد بن علي 84
16 الفصل الثالث: 1 - الإمامة بنظر الشيعة أ - إمامة علي بن أبي طالب 98
17 ب - إمامة الحسن بن علي 151
18 ج‍ - إمامة الحسين بن علي 153
19 د - إمامة علي بن الحسين (زين العابدين) 155
20 ه‍ - إمامة محمد بن علي الباقر 156
21 2 - الدعوة العباسية وصلتها بالشيعة 157
22 الفصل الرابع: سياسة العلويين تجاه الشيعة 177
23 1 - الزيدية 179
24 أ - ثورات الزيدية 179
25 ب - موقف الإمامية من الثورات الزيدية 209
26 2 - الشيعة الإمامية 211
27 أ - موقف الإمامية من العباسيين 214
28 الفصل الخامس: الإمامة وتطورها عند الشيعة الإمامية 235
29 1 - الإمامة أ - إمامة جعفر بن محمد الصادق 237
30 ب - إمامة موسى بن جعفر الكاظم 246
31 ج‍ - إمامة علي بن موسى الرضا 252
32 د - إمامة محمد بن علي الجواد 262
33 ه‍ - إمامة علي بن محمد الهادي 267
34 و - إمامة الحسن بن علي العسكري 270
35 ز - إمامة محمد بن علي المهدي (صاحب الزمان) 278
36 2 - عقائد الإمامية 292
37 أ - الإمامة 292
38 ب - العصمة 297
39 ج‍ - التقية 298
40 د - الرجعة 298