نشأة الشيعة الإمامية - نبيلة عبد المنعم داوود - الصفحة ٢٠٧
وكان ممن ينادمه ويجالسه جماعة اشتهروا بالنصب لعلي بن أبي طالب منهم عبادة المخنث وعلي بن الجهم وأبو السمط من ولد مروان بن أبي حفصة فكان هؤلاء يشيرون عليه بإبعاد العلويين والإساءة إليهم (1).
كما أن المتوكل كان يبغض من تقدمه من الخلفاء المأمون والمعتصم والواثق في محبه علي وأهل بيته (2).
ولعل تخلي المتوكل عن الاعتزال مما ساعد على هذه السياسة مع الشيعة فقد أمر المتوكل بترك النظر والمباحثة في الجدال وأمر شيوخ المحدثين بالتحديث وإظهار السنة والجماعة (3).
وقد اشتد المتوكل في معاملة الشيعة حتى أنه قتل يعقوب بن السكيت أحد رجال الشيعة وسبب قتله أن المتوكل سأله أيهما أحب إليه ابنيه المعتز والمؤيد أو الحسن والحسين فتنقص ابن السكيت ابنيه وذكر الحسن والحسين بما هما أهل له فأمر الأتراك أن يدوسوا على بطنه وحملوه إلى داره ومات فيها (4).

(١) ابن الأثير: الكامل ج ٧ ص ٢٠ ويذكر ابن الأثير قصة ندماء المتوكل فيورد عن عبادة المخنث أنه كان يشد على بطنه وتحت ثيابه مخدة ويكشف عن رأسه ويرقص بين يدي المتوكل والمغنون يغنون قد أقبل الأصلع البطين خليفة المسلمين يقصدون عليا وقد كان المنتصر على خلاف رأي والده المتوكل فكان لا يقر هذه التصرفات فكان هذا من الأسباب التي استحل بها المنتصر قتل المتوكل. انظر ابن الأثير ج ٥ ص ٢٨٧، أما أبو السمط فيذكر عنه الطبري أنه دخل يوما على المتوكل فأنشده قصيدة ذم فيها الرافضة فعقد له على البحرين واليمامة وخلع عليه أربع خلع وأمر له بثلاثة آلاف دينار نثرت على رأسه وأمر ابنه المنتصر أن يلتقطها له والقصيدة:
ملك الخليفة جعفر * للدين والدنيا سلامه يرجو الثرات بنو البنات * وما لهم فيها قلامه والصهر ليس بوارث * والبنت لا تراث الإمامه أخذ الوراثة أهلها * فعلام لومكم علامه انظر الطبري ج ١١ ص ٦٧.
(٢) ابن الأثير: الكامل ج ٥ ص ٢٠.
(٣) المسعودي: مروج الذهب ج ٤ ص ٨٦.
(٤) ابن الأثير: الكامل ج ٥ ص ٣٠٠، ويذكر السيوطي أنه أمر بسل لسانه فمات وأرسل إلى ابنه يرثيه. انظر السيوطي: تاريخ الخلفاء ص 348 - 349.
(٢٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الفصل الأول: 1 - دراسة للمصادر أ - المصادر التاريخية 9
2 ب - كتب الفرق 19
3 ج‍ - المصادر الإسماعيلية 20
4 د - كتب أهل السنة 21
5 ه‍ - كتب الاعتزال 25
6 و - كتب الإمامية 26
7 الفصل الثاني: أصل التشيع وتطوره 1 - أصل التشيع 51
8 2 - تطور التشيع في ضوء ما مر به من أحداث 68
9 أ - مقتل علي بن أبي طالب 68
10 ب - تنازل الحسن بن علي 68
11 ج‍ - حركة حجر بن عدي الكندي 73
12 د - مقتل الحسين بن علي 74
13 ه‍ - حركة التوابين 77
14 و - المختار بن أبي عبيد الثقفي 79
15 ز - ثورة زيد بن علي 84
16 الفصل الثالث: 1 - الإمامة بنظر الشيعة أ - إمامة علي بن أبي طالب 98
17 ب - إمامة الحسن بن علي 151
18 ج‍ - إمامة الحسين بن علي 153
19 د - إمامة علي بن الحسين (زين العابدين) 155
20 ه‍ - إمامة محمد بن علي الباقر 156
21 2 - الدعوة العباسية وصلتها بالشيعة 157
22 الفصل الرابع: سياسة العلويين تجاه الشيعة 177
23 1 - الزيدية 179
24 أ - ثورات الزيدية 179
25 ب - موقف الإمامية من الثورات الزيدية 209
26 2 - الشيعة الإمامية 211
27 أ - موقف الإمامية من العباسيين 214
28 الفصل الخامس: الإمامة وتطورها عند الشيعة الإمامية 235
29 1 - الإمامة أ - إمامة جعفر بن محمد الصادق 237
30 ب - إمامة موسى بن جعفر الكاظم 246
31 ج‍ - إمامة علي بن موسى الرضا 252
32 د - إمامة محمد بن علي الجواد 262
33 ه‍ - إمامة علي بن محمد الهادي 267
34 و - إمامة الحسن بن علي العسكري 270
35 ز - إمامة محمد بن علي المهدي (صاحب الزمان) 278
36 2 - عقائد الإمامية 292
37 أ - الإمامة 292
38 ب - العصمة 297
39 ج‍ - التقية 298
40 د - الرجعة 298