نشأة الشيعة الإمامية - نبيلة عبد المنعم داوود - الصفحة ٥٤
عمه والفضل بن العباس ومعهم الزبير بن العوام فقد ظهرت آراؤهم بعد السقيفة ورأوا أن عليا أحق بالخلافة من غيره وفي ذلك يقول الفضل بن العباس: يا معشر قريش ما حقت لكم الخلافة بالتمويه ونحن أهلها وصاحبنا أولى بها منكم (1) كما أن عليا يؤكد أن له في هذا الأمر نصيبا لكنه لم يستشر (2). وتذكر بعض المصادر التاريخية أنه بعد بيعة أبي بكر، اتفق أبو بكر وعمر بن الخطاب على أن يجعلا للعباس بن عبد المطلب نصيبا في الخلافة ليأمنا جانبه وليتركا عليا بمفرده فكلما العباس في ذلك فرفض لأن هذا الأمر حق لآل الرسول، وقال لعمر : إن الله بعث محمدا كما وصفت نبيا وللمؤمنين وليا فمن على أمته به حتى قبضه الله إليه واختار له ما عنده فخلى على المسلمين أمورهم ليختاروا لأنفسهم مصيبين الحق لا مائلين بزيغ الهوى فإن كنت برسول الله فحقا أخذت وإن كنت بالمؤمنين فنحن منهم فما تقدمنا في أمرك فرطا ولا حللنا وسطا ولا برحنا سخطا وإن كان هذا الأمر إنما وجب لك بالمؤمنين فما وجب إذ كنا كارهين... فأما قلت إنك تجعله لي فإن كان حقا للمؤمنين فليس لك أن تحكم فيه وإن كان لنا فلم نرض ببعضه دون بعض وعلى رسلك فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من شجرة نحن أغصانها وأنتم جيرانها (3).
ويذكر اليعقوبي إن من تخلف عن البيعة قوم من المهاجرين والأنصار ومالوا مع علي بن أبي طالب منهم العباس بن عبد المطلب والفضل بن العباس والزبير بن العوام وخالد بن سعيد والمقداد بن عمرو وسلمان الفارسي وأبو ذر الغفاري وعمار بن ياسر والبراء بن عازب وأبي بن كعب (4).
أما الطبري فيذكر: فقالت الأنصار أو بعض الأنصار لا نبايع إلا

(١) اليعقوبي: التاريخ ج ٢ ص ١٠٣.
(٢) البلاذري: أنساب الأشراف ج ١ ص ٤٨٢، الطبري ج ٣ ص ٥٨٢.
(٣) اليعقوبي: التاريخ ج ٢ ص ١٠٤ وانظر ابن قتيبة: الإمامة والسياسة ج ١ ص ١٥، وانظر سليم بن قيس الكوفي (ت ٩٠ ه‍) صاحب علي بن أبي طالب وله كتاب السقيفة ص ٦٨.
(4) اليعقوبي: التاريخ ج 2 ص 103.
(٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 47 48 49 51 53 54 55 56 57 58 59 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الفصل الأول: 1 - دراسة للمصادر أ - المصادر التاريخية 9
2 ب - كتب الفرق 19
3 ج‍ - المصادر الإسماعيلية 20
4 د - كتب أهل السنة 21
5 ه‍ - كتب الاعتزال 25
6 و - كتب الإمامية 26
7 الفصل الثاني: أصل التشيع وتطوره 1 - أصل التشيع 51
8 2 - تطور التشيع في ضوء ما مر به من أحداث 68
9 أ - مقتل علي بن أبي طالب 68
10 ب - تنازل الحسن بن علي 68
11 ج‍ - حركة حجر بن عدي الكندي 73
12 د - مقتل الحسين بن علي 74
13 ه‍ - حركة التوابين 77
14 و - المختار بن أبي عبيد الثقفي 79
15 ز - ثورة زيد بن علي 84
16 الفصل الثالث: 1 - الإمامة بنظر الشيعة أ - إمامة علي بن أبي طالب 98
17 ب - إمامة الحسن بن علي 151
18 ج‍ - إمامة الحسين بن علي 153
19 د - إمامة علي بن الحسين (زين العابدين) 155
20 ه‍ - إمامة محمد بن علي الباقر 156
21 2 - الدعوة العباسية وصلتها بالشيعة 157
22 الفصل الرابع: سياسة العلويين تجاه الشيعة 177
23 1 - الزيدية 179
24 أ - ثورات الزيدية 179
25 ب - موقف الإمامية من الثورات الزيدية 209
26 2 - الشيعة الإمامية 211
27 أ - موقف الإمامية من العباسيين 214
28 الفصل الخامس: الإمامة وتطورها عند الشيعة الإمامية 235
29 1 - الإمامة أ - إمامة جعفر بن محمد الصادق 237
30 ب - إمامة موسى بن جعفر الكاظم 246
31 ج‍ - إمامة علي بن موسى الرضا 252
32 د - إمامة محمد بن علي الجواد 262
33 ه‍ - إمامة علي بن محمد الهادي 267
34 و - إمامة الحسن بن علي العسكري 270
35 ز - إمامة محمد بن علي المهدي (صاحب الزمان) 278
36 2 - عقائد الإمامية 292
37 أ - الإمامة 292
38 ب - العصمة 297
39 ج‍ - التقية 298
40 د - الرجعة 298