مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٦١ - الصفحة ٩
كيف لا؟! والوقوف على هذا الدين في أسراره وحقائقه إنما هو من خصائص من عصمه الله تعالى، ولذا قال - جل من قائل -: * (لا يمسه إلا المطهرون) * (1)، ولا ريب إنهم الذين نزل فيهم قوله عز وجل: * (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس..) * (2)..
ولا ريب في إن الإسلام الخالص من شوائب الأهواء والقياسات والاستحسانات.. إلي آخره، إنما هو عند أهل البيت عليهم السلام ومن هنا كان الواجب المحتم على أتباعهم الحفاظ - ما أمكنهم - على تراثهم المدون في الأسفار والكتب الحاوية لتعاليمهم والمشتملة على معارفهم اتصل إلى الأجيال اللاحقة بعد أن وعتها آذان وقلوب الأسلاف والآباء ولكي تظل لهم مشاعل هداية وسعادة في الدنيا والآخرة. ويجدر بنا - في هذا المضمار - أن نتابع حركة الحفاظ على هذا التراث المبارك بحسب اختلاف الأدوار والأزمنة والطرق والأسباب اللازمة.. فيمكننا تلخيص ذلك بما يلي:
1 - في عصور الأئمة عليهم السلام والقرون اللاحقة لها فقد أدى العلماء والمحدثون ما كان عليهم بما استطاعوا إلى ذلك سبيلا، فقد دونوا أقوال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة عليهم السلام على الألواح والخشب والجلود وغيرها.. حافظين تلك الأقوال من الضياع والنسيان والتغيير والتحريف.
2 - ثم جاء الذين بعدهم في عصور لاحقة تطورت فيها حركة الكتابة والتدوين بتوفر الورق، فكتبوا ما وصل إليهم من تلك الألواح والمدونات، وساهموا في الحفاظ على هذا التراث المقدس من جهتين:
الأولى: الإبقاء على الأخبار والروايات والحفاظ عليها من التبعثر

(٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 5 7 8 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»
الفهرست