مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٦١ - الصفحة ٨
والقيام بأمرها فلله الحمد والفضل وعليه التوكل..
وقد يبدو - قبل هذه المقدمة - من الغرابة بمكان أن يصرح سادة المذهب عليهم السلام - كما ورد في أكثر من خبر وعن غير واحد من المصادر - بهذه الوتيرة الواضحة والأسلوب المباشر حاثين مواليهم قائلين:
" احتفظوا بكتبكم فإنكم سوف تحتاجون إليها "!
هكذا أمروا عليهم السلام أصحابهم وشيعتهم، ذلك لأنهم كانوا يعلمون ما للكتابة والتدوين من دور - وأي دور - للانتصاف لخطهم بعد انكشاف حجب التضليل والتزييف عندما يتغير الزمان لصالح خطهم ومدرستهم العظيمة، وإن أنظار أهل الفكر وذوي القلم ستتوجه إليهم مكتشفة أن علوم الدين ومعالمه لا بد أن تؤخذ من أهل بيت الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لا من غيرهم، فهم الأمناء عليه دون سواهم.. وقد أثبتت الأيام هذه الحقيقة، وكان الواقع كما أخبروا، فالإقبال على فهم هذا الدين والتمسك بعراه من خلال مدرسة أهل البيت عليهم السلام ما يزال في ازدياد، ذلك لأن الناس قد أدركوا أن الإسلام الحق والصراط المستقيم إنما هو خط العترة الطاهرة الذين أنعم الله عليهم كما ورد بتفسير قوله تعالى: * (صراط الذين أنعمت عليهم) * (1)، وجعلهم الوعاة لدينه كما ورد بتفسير قوله تعالى: * (وتعيها أذن واعية) * (2)، وهم الذين أحصى الله فيهم كل شئ كما ورد في تفسير قوله تعالى: * (وكل شئ أحصيناه في إمام مبين) * (3)..
كيف لا؟! والوقوف على هذا الدين في أسراره وحقائقه إنما هو

(٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 5 7 8 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»
الفهرست