مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٣ - الصفحة ١٦٦
فقلت لأبي قلابة: ما المتهوكون؟
قال: المتحيرون (1).
وقال أبو عبيدة في تفسير معنى المتهوكين: أمتحيرون في الإسلام حتى تأخذوه من اليهود.
وقيل: التهوك: السقوط في هوة الردى (2).
وقيل: التهوك: كالتهور، الوقوع في الأمر دون روية (3).
وقبل أن ننهي الحديث عن (حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد البعثة) لا بد من الإشارة إلى أمرين آخرين حدثا في أخريات عهد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، الأول منهما: حديث الأريكة، والثاني: حديث الدواة.
فأما حديث الأريكة:
فقد روى ابن حزم بسنده عن العرباص بن سارية: أنه حضر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يخطب الناس، وهو يقول: أيحسب أحدكم متكئا، قد يظن أن الله تعالى لم يحرم شيئا إلا ما في القرآن، ألا وإني والله قد أمرت ووعظت ونهيت عن أشياء، إنها لمثل القرآن.
قال ابن حزم: صدق النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) هي مثل القرآن، ولا فرق في وجوب كل ذلك علينا، وقد صدق الله تعالى هذا، إذ يقول: * (من يطع الرسول فقد أطاع الله) * (4)، وهي أيضا مثل القرآن في أن كل ذلك وحي

(١) المراسيل ٣ / ٢٢٤.
(٢) لسان العرب ١٢ / ٤٠٠.
(٣) النهاية - لابن الأثير - ٥ / ٢٨٢.
(٤) سورة النساء ٤: 80.
(١٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 ... » »»
الفهرست