مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٣ - الصفحة ١٦٨
فالفعل (يوشك) هو من أفعال المقاربة، ويدل على قرب تحقق العمل، وفي بعضها ما يؤكد على أن ما يقع هو مما لا يرتضيه (صلى الله عليه وآله وسلم)، كقوله: " لا أعرفن " و " لا ألفين " مؤكدا على أن كلامه من كلام الله ولا تنافي بينهما.. " ألا إن كلامي كلام الله ".
وجملة: " يحدث بحديثي، فيقول: بيننا وبينكم كتاب الله، فما وجدناه فيه من حلال أحللناه ومن حرام حرمناه ".. يزيدنا عزما للوقوف على القائل به!
ونحن لو طالعنا تاريخ التشريع الإسلامي لوقفنا على نص للخليفة الأول بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وقوله للناس: إنكم تحدثون عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أحاديث تختلفون فيها، والناس بعدكم أشد اختلافا، فلا تحدثوا عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) شيئا، فمن سألكم عن شئ فقولوا: بيننا وبينكم كتاب الله، فاستحلوا حلاله وحرموا حرامه (1).
ولو تأملت في نص الرسول وما جاء عن الخليفة الأول - بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) - لرأيت نفحات الوحي ظاهرة على كلامه (صلى الله عليه وآله وسلم)، لأنك سترى أن الشيخين هما أول من سنا المعارضة للتحديث والتدوين عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وكانا الأقرب عهدا لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، واللذين جلسا على أريكة الخلافة من بعده، وأن منعهم شرع لعلل ك‍: " الناس بعدكم أشد اختلافا "..
و " بيننا وبينكم كتاب الله، فاستحلوا حلاله وحرموا حرامه "..
و " إني ذكرت قوما كانوا قبلكم كتبوا كتبا، فأكبوا عليها، فتركوا كتاب

(١٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 ... » »»
الفهرست