مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٣ - الصفحة ١٧٧
الإنسانية - كعبوسه بوجه الأعمى عبد الله بن مكتوم -، ومرورا بسبه (صلى الله عليه وآله وسلم) من لم يستحق السب واللعنة، واعتبار هذا الفعل كفارة لذنوب ذلك الشخص الملعون!! ومشاهدته مع زوجاته (صلى الله عليه وآله وسلم) لعب الحبشة، ولهوه في المسجد، وانتهاء بما لا ينتهي من الدعاوي والجروح!!
فهذه هي اللبنات الأساسية التي ابتنيت عليها الأفكار لاحقا، ومنها حصل التلاعب بقدسية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) التي حاول الأمويون جاهدين على طمسها من خلال مساواة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بمن هب ودب بحجة أنه صحابي وأن النبي مجتهد يخطئ ويصيب و...
ويبدو أن الذين منعوا عبد الله بن عمرو بن العاص، كانوا من نفس الطراز الذي كمن وراء موقف عمر وأيده في منع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من كتابة ما ينجيهم من الضلالة، وكذلك كانوا وراء منع التحديث في زمن الخليفة الأول وحرقه لمدونته ودعوته إلى الأخذ بكتاب الله فقط!
وبعد هذا فقد عرفت وجود اتجاهين في عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأنهما امتدا حتى يومنا الحاضر.
الأول: الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) والمتعبدون بقوله، الداعون إلى كتابة سنته، والناشرون لأحاديثه.
الثاني: قريش وأعلامها الذين اعترضوا عليه في حياته (صلى الله عليه وآله وسلم) واجتهدوا بالرأي وأعملوه من بعده.
فأهل بيت الرسول - وعلى رأسهم علي بن أبي طالب وابن عباس - استنصروا لكتابه (صلى الله عليه وآله وسلم)، واستنصر أصحاب الرأي للكفة المقابلة، فدعوا إلى ما دعا إليه عمر بن الخطاب.
(١٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 ... » »»
الفهرست