مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٣ - الصفحة ١٦١
ولم يقتصر هذا النوع من الرجال على المشركين أو المنافقين وأصحاب المصالح من المؤلفة قلوبهم وغيرهم، بل كان بينهم المسلمون الذين لا يعرفون ما للنبي من مكانة ومنزلة، فترى هؤلاء يرفعون أصواتهم على صوت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، ويتثاقلون عن الجهاد في سبيل الله، ويعترضون على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في أعماله، ويتبعون ما تمليه المصلحة التي يتخيلونها عليهم، رغم وجود النصوص، ويفتون بالرأي بحضرته، وقد نزل الوحي بذلك في آيات كثيرة، منها:
قوله تعالى: * (يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون) * (1).
وقوله تعالى: * (يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض) * (2)..
وقوله سبحانه: * (إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله) * (3)..
وقوله تعالى: * (ومنهم الذين يؤذون النبي) * (4).
وعليه: فالصحابة المتعبدون هم الذين أخذوا بكلام الله ورسوله، ولم يجتهدوا أمام النص، ولم يطلبوا من الرسول تبديل حكم الله، وقد جاء وصفهم في الذكر بقوله تعالى: * (فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا) * (5)، ففي قوله تعالى ما يشير إلى وجود جمع يحاولون

(١٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 ... » »»
الفهرست