مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٩ - الصفحة ٧
كلمة العدد:
الكونية الحضارية (رسالة الإنترنيت) اللغة لها فلسفتها، وليس طبيعتها التعبيرية وحسب، وما بين الزمان والمكان واحدة من صور تلك الفلسفة..
فالمكان ذلك الثابت الساكن الوطيد الذي لا يتزحزح ولا يتقلقل; إنه الجبال الراسيات، والسهول المنبسطات، والوديان الغائرات، لكن الزمان غير ذلك، إنه الحركة المجنونة التي لا تعرف السكون، بل ولا التباطؤ، إنه القلق المتزلزل أبدا الذي لا يعبأ برصانة المكان وهيبته.. ومن مهابة المكان وثبوته عرف الثابت المستقر ب‍ المكين.. فهل يكون الزمن المتقلقل مرآة مكينة لقلقلة الزمان!
إن الزمان المتحرك أبدا لا يرتضي لنفسه إلا المرآة التي تحكيه على نحو أصدق، فطفق يبث فيها ألوانا من المرايا تلو المرايا، فعرفنا بالمذياع الذي طوى لنا المسافات بشكل لم نعهده من قبل، وبعد فترة وجيزة ظهر عجز المذياع أن يلبي لوحده طموحات الزمن المسرع، فولدت الشاشات المرئية بأنواعها وأحجامها وأشكالها المختلفة، وما زالت الصحائف المقروءة تواكب المرئي والمسموع، حتى كل الجميع عن تلبية احتياجات
(٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 5 7 8 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»
الفهرست