مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٩ - الصفحة ١٥
وليلتهم لم يذوقوا شيئا.
ثم صاموا اليوم الثاني، فخبزت فاطمة صاعا آخر، فلما قدم بين أيديهم للافطار أتاهم يتيم وسألهم القوت، فأعطاه كل واحد منهم قوته.
فلما كان اليوم الثالث من صومهم، وقدم الطعام للافطار، أتاهم أسير وسألهم القوت، فأعطاه كل واحد منهم قوته.
ولم يذوقوا في الأيام الثلاثة سوى الماء.
فرآهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم في اليوم الرابع، وهم يرتعشون من الجوع، وفاطمة قد التصق بطنها بظهرها من شدة الجوع وغارت عيناها فقال:
وا غوثاه يا الله، أهل بيت محمد يموتون جوعا.
فهبط جبرئيل فقال: خذ ما هناك تعالى به في أهل بيتك.
فقال: وما آخذ يا جبرئيل؟
فأقرأه: (هل أتى).
أقول:
هذا هو الخبر في شأن نزول السورة في أهل البيت، كما ذكر بعض علمائنا، والقدر المهم في وجه الاستدلال هو نزول الآيات في حقهم بسبب إطعامهم ما كان عندهم من الطعام ثلاثة أيام المسكين واليتيم والأسير، وبقاؤهم بلا طعام وهم صيام.
وقد اتفق الفريقان على نزول السورة في أهل البيت عليهم السلام; فأصل الخبر موجود في كتب كلا الفريقين في التفسير والحديث والتراجم
(١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 ... » »»
الفهرست