مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٨ - الصفحة ٢٨٢
بالعطف، فيكون مجموع الجار والمجرور معطوفا على * (به) * وصوبه ابن هشام في (المغني).
والجواب: أن حذف الجار وبقاء عمله شاذ، إلا في مواضع ليس هذا منها (1).
4 - ومنه: قوله جل وعلا: * (ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم في الكتاب) * - الآية (2).
قال الزجاج والفراء في قوله * (وما يتلى) *: جاز أن يكون موضع * (ما) * خفضا بالعطف على المضمر المجرور في * (فيهن) *، بيد أن الزجاج ضعفه، ونقل أيضا عن محمد بن أبي موسى.
وقول الطبرسي والزمخشري (3): إن هذا بعيد، لأن الظاهر لا يحسن عطفه على الضمير المجرور من غير إعادة الجار، ليس بشئ لما تقدم ويأتي من جواز ذلك، بل الوجه في المنع ما فيه من الاختلال المعنوي الذي لا يكاد يندفع، والله أعلم.
5 - ومنه: قوله سبحانه: * (لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك من قبلك والمقيمين الصلاة) * - الآية (4).
قال الكسائي: موضع * (المقيمين) * جر، وهو معطوف على (ما) من قوله * (بما أنزل إليك) * أي: وبالمقيمين الصلاة.

(١) حاشية الصبان على شرح الأشموني ٣ / ١١٥، وانظر شرح الكافية ١ / ٣٢٠.
(٢) سورة النساء ٤: ١٢٧.
(٣) مجمع البيان ٢ / ١١٧، الكشاف ١ / ٣٠١.
(٤) سورة النساء ٤: 162.
(٢٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 ... » »»
الفهرست