مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٦ - الصفحة ٢٤٤
(حال وقع فيه الأمر، فانتصب لأنه موقوع فيه الأمر، وذلك قولك: قتلته صبرا) (١).
وعبر الفراء (ت ٢٠٧ ه‍) عن الحال بعنوانين:
أولهما: الفعل، قال في تفسير الآية الكريمة: ﴿ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق﴾ (٢): (إن شئت رفعت (المصدق) ونويت أن يكون نعتا للكتاب، لأنه نكرة، ولو نصبته على أن تجعل المصدق (فعلا) للكتاب، لكان صوابا، وفي قراءة عبد الله في آل عمران (ثم جاءكم رسول مصدقا)، فجعله فعلا) (٣).
والثاني: القطع، قال في تفسير الآية الكريمة: ﴿ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين﴾ (4): إن من وجوه إعراب (هدى) (أن تجعل (الكتاب) خبرا ل‍ (ذلك)، فتنصب (هدى) على القطع... وإن شئت نصبت (هدى) على القطع من الهاء التي في (فيه)، كأنك قلت:
لا شك فيه هاديا) (5).
وعبر المبرد (ت 285 ه‍) عن الحال بالمفعول فيه، قال: (هذا باب من المفعول، ولكنا عزلناه مما قبله، لأنه مفعول فيه، وهو الذي يسميه النحويون الحال) (6).
والوجه في تسمية الحال مفعولا فيه أن لها شبها خاصا به

(١) كتاب سيبويه ١ / ٣٧٠.
(٢) سورة البقرة ٢: ٨٩.
(٣) معاني القرآن، يحيى بن زياد الفراء، تحقيق أحمد نجاتي ومحمد النجار ١ / ٥٥.
(٤) سورة البقرة ٢: ٢.
(٥) معاني القرآن، الفراء 1 / 12.
(6) المقتضب، محمد بن يزيد المبرد، تحقيق محمد عبد الخالق عضيمة 4 / 166.
(٢٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « 242 243 244 245 246 247 248 249 250 251 252 ... » »»
الفهرست