مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٦ - الصفحة ٢٥٧
عمدة من الأوصاف، كالمبتدأ والخبر، وهما خارجان بقيد (بيان الهيئة)، فإنهما لا يذكران لبيانها، بل يذكر المبتدأ لكي يسند إليه الخبر، ويذكر الخبر لكي يسند إلى المبتدأ.
إلا أن ابن هشام أشكل عليه بأنه لا يشمل (الحال المؤكدة، نحو:
(فتبسم ضاحكا) و (ولى مدبرا)، فإنها حال ولم تذكر للتبيين، بل للتأكيد، إذ البيان مستفاد قبل مجيئها) (١).
وثانيهما: (اسم مبين هيئة أو مؤكد) (٢)، ولا يرد عليه الإشكال المذكور.
وأما ابن هشام (ت ٧٦١ ه‍) فقد ذكر للحال تعريفين أيضا:
الأول: (وصف فضلة يقع في جواب كيف، كضربت اللص مكتوفا) (٣).
ورد الإشكال عليه بخروج نحو (مفسدين) في قوله تعالى: ﴿ولا تعثوا في الأرض مفسدين﴾ (4)، فإنه حال، ومع ذلك لا يقع في جواب كيف، وكان رده: أن الحد المذكور للحال المبينة لا للحال المؤكدة) (5).
أقول:
كان بوسعه أن يعتذر عن ابن حيان في تعريفه الأول بهذا العذر

(١) شرح اللمحة البدرية ٢ / ١٣٧.
(٢) غاية الإحسان في علم اللسان، أبو حيان الأندلسي، مخطوط ٦ / أ.
(٣) شرح قطر الندى، ابن هشام، تحقيق محيي الدين عبد الحميد: ٣٢٧.
(٤) سورة البقرة ٢: 60.
(5) شرح قطر الندى: 329.
(٢٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 252 253 254 255 256 257 258 259 260 261 262 ... » »»
الفهرست