مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٦ - الصفحة ٢٥٦
ويلاحظ على كلامه:
أولا: أنه أحسن بعدم ذكر (النصب) في الحد، للأسباب المتقدمة.
ثانيا: أن تمثيله - في الاعتراض على والده بدخول النعت - بجملة (مررت برجل راكب) غير جيد، إذ يمكن رده بخروجه بقيد النصب الذي ذكره الناظم في الحد، فكان عليه أن يمثل بنحو: رأيت رجلا راكبا (1).
ثالثا: أنه يمكن رد اعتراضه على والده بطريقين:
أولهما: أن الاعتراض متوقف على كون مراد والده بجمله (مفهم في حال) معنى آخر غير (بيان هيئة صاحبه)، ولكن الأقرب إرادته لهذا المعنى، بدلالة تعبيره به في تعريفه المتقدم للحال الذي سجله في كتابه (التسهيل)، ولذا صرح ابن عقيل بأن (قول المصنف (مفهم في حال) هو معنى قولنا: للدلالة على الهيئة) (2).
وثانيهما: أن النعت خارج لأنه لا يفهم الحال بطريق القصد، وإنما يدل عليها عرضا (3).
وتقدم أبو حيان (ت 745 ه‍) بتعريفين للحال:
أولهما: (اسم يبين الهيئة) (4).
وهو أوجز تعريف يواجهنا حتى الآن، وقوله (اسم) شامل للصريح والمؤول، وللمشتق (الوصف) والجامد المؤول بالمشتق، ولم يذكر قيد (الفضلة) التفاتا منه لعدم الحاجة إليه، لأن من ذكره أراد به إخراج ما كان

(1) حاشية الشيخ ياسين العليمي على شرح التصريح 1 / 366.
(2) شرح ابن عقيل على الألفية 1 / 625.
(3) شرح التصريح على التوضيح / للأزهري 1 / 367.
(4) شرح اللمحة البدرية في علم العربية 2 / 136.
(٢٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 251 252 253 254 255 256 257 258 259 260 261 ... » »»
الفهرست