مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٣ - الصفحة ٢٦٤
فقال عبد الرحمن لعلي: بايع إذن، وإلا كنت متبعا غير سبيل المؤمنين!! وأنفذنا فيك ما أمرنا به!!
فقال علي (ع) كلمته هذه: (لقد علمتم أني أحق بها من غيري، ووالله لأسلمن ما سلمت أمور المسلمين ولم يكن فيها جور إلا علي خاصة...) (211).
9 - (وقد قال قائل: إنك على هذا الأمر يا بن أبي طالب لحريص.
فقلت: بل أنتم والله لأحرص وأبعد، وأنا أخص وأقرب، وإنما طلبت حقا لي، وأنتم تحولون بيني وبينه، وتضربون وجهي دونه!
فلما قرعته بالحجة في الملأ الحاضرين هب كأنه بهت لا يدري ما يجيبني به!!) (212).
والقائل إما سعد بن أبي وقاص يوم الشورى على قول أهل السنة، أو أبو عبيدة بعد يوم السقيفة على قول الشيعة، وأيا كان فهذا الكلام مشهور يرويه الناس كافة كما يقول المعتزلي السني ابن أبي الحديد (213).
10 - (اللهم إني أستعديك على قريش ومن أعانهم، فإنهم قطعوا رحمي، وصغروا عظيم منزلتي، وأجمعوا على منازعتي أمرا هو لي، ثم قالوا:
ألا إن في الحق أن تأخذه وفي الحق أن تتركه!) (214).
11 - (أما بعد.. فإنه لما قبض الله نبيه (ص) قلنا: نحن أهله وورثته وعترته وأولياؤه دون الناس، لا ينازعنا سلطانه أحد، ولا يطمع في حقنا طامع، إذ انبرى لنا قومنا فغصبونا سلطان نبينا، فصارت الإمرة لغيرنا...).

(٢١١) ابن أبي الحديد / شرح نهج البلاغة ٦ / 167 - 168.
(212) نهج البلاغة: 246 الخطبة 172.
(213) شرح نهج البلاغة - لابن أبي الحديد - 9 / 305.
(214) نهج البلاغة: 246 الخطبة 172.
(٢٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 259 260 261 262 263 264 265 266 267 268 269 ... » »»
الفهرست