مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٣ - الصفحة ١٣٨
تنبيه استدل الفخر الرازي في تفسيره الكبير (132) بقوله تعالى: * (وما أسألكم عليه من أجر) * (133) وأنت خبير بأن هذه الآية مخصصة بآية المودة في القربى، فتنبه.
هذا، وقد تبين لك أن السيوطي لم يبذل وسعه وجهده في تحقيق المسألة، وكان الأولى له قبل الكتابة أن ينظر كتب التفسير وغيرها مما يحتاج إليه في هذا الشأن، ويتعب كل التعب، ويجد كل الجد، ويعتزل الراحة والشغل، ولا يسأم ولا يضجر، ويدع الفتيا تمكث عنده الشهر والشهرين والعام والعامين، فإذا وقف على متفرقات كلام الناس في المسألة، ونظر وحقق، وأورد على نفسه كل إشكال، وأعد له الجواب المقبول، حطم حينئذ على الكتابة، وحكم بين الأمراء، وفصل بين العلماء! وأما الاستعجال في الجواب والكتابة بمجرد ما يخطر بباله، أو يظهر في بادئ الرأي مع الراحة والاتكال على الشهرة فإنه لا يليق!
وليته التزم بذلك إذ عذل به الجوجري ونسي نفسه، والله تعالى يقول:
* (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم) * (134) وقال عز من قائل عظيم:
* (يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون * كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون) * (135) فما أحراه بقول أبي الأسود الدؤلي رحمه الله:

(١٣٢) التفسير الكبير ٣١ / ٢٠٤.
(١٣٣) سورة الشعراء ٢٦: ١٠٩ و ١٢٧ و ١٤٥ و ١٦٤ و ١٨٠.
(١٣٤) سورة البقرة ٢: ٤٤.
(١٣٥) سورة الصف ٦١: 2 و 3.
(١٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 ... » »»
الفهرست