مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٣ - الصفحة ١٣٧
ثم يقال لهم: خبرونا عن هذا الإنفاق أين كان؟! بمكة أم بالمدينة؟!
فإن قالوا: كان في مكة.
قيل لهم: إنه (ص) كان إذ ذاك غنيا بمال أم المؤمنين خديجة رضي الله تعالى عنها، التي تضرب بكثرة مالها الأمثال، وكان ينفق منه على من شاء في أول النبوة.
وإن قالوا: كان ذلك بالمدينة.
قيل لهم: إن الله سبحانه وتعالى قد أغناه بما فتح عليه من الفتوح والغنائم، ففي أي الوقتين احتاج إلى مال ابن أبي قحافة يا أولي الألباب؟!
ولأولياء أبي بكر أحاديث في هذا الباب يروونها، وضرورة العقل تشهد ببطلانها، فلا نطيل بذكرها، وفيما ذكرناه غنية وكفاية لمن أخذت بيده العناية.
وأما قوله: (وهذه النعمة لا تجزى لقوله تعالى: * (لا أسألكم عليه أجرا) *...).
فهو واضح البطلان، بين الفساد، كيف؟! وإن قوله تعالى: * (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) * (131) نص صريح في ثبوت المطالبة بالأجر والجزاء - أعني مودة ذوي القربى - وهو استثناء من عموم نفي سؤال الأجر على تبليغ الرسالة، فثبتت المطالبة بالجزاء موجبة جزئية، فكيف يقال إن نعمة الهداية والإرشاد إلى الدين لا تجزى؟!
* * *

(١٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 ... » »»
الفهرست