مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٣ - الصفحة ١٣٥
لا يصلاها إلا أشقى الناس كلهم، فلا يساعد عليه سياق آيات صدر السورة، وكذا الانذار العام الذي في قوله: * (فأنذرتكم نارا تلظى) * فلا معنى لأن يقال: أنذرتكم جميعا نارا لا يخلد فيها إلا واحد منكم جميعا، ولا ينجو منها إلا واحد منكم جميعا. انتهى.
وأما قوله: (وهذا الوصف لا يصدق على علي عليه السلام، لأنه كان في تربية النبي (ص)...).
فيقال عليه: إن توهمه العموم في الآية حمله على التفوه بذلك، حيث ظن أن المراد بقوله عز من قائل: * (وما لأحد عنده من نعمة تجزى) * أن لا يكون عنده نعمة يكافئ عليها أعم من أن يكون ذلك الأحد من الذين آتاهم النعمة أم لا، وهذا خلاف الظاهر، إذ لم يكن أبو بكر نفسه كذلك قطعا، كيف؟! وقد كان في حجر تربية والديه كما كان علي عليه السلام في تربية النبي (ص)، وكان (ص) في حجر تربية عمه أبي طالب رضي الله عنه، بل لا يكاد يوجد على وجه البسيطة من لا يكون لأحد في حقه حق نعمة من طعام أو شراب ونحوهما، فليس المقصود في الآية - والله أعلم - نفي خصوص نعمة النبي (ص)، بل نفي نعمة كل من آتاه النعمة، أي لا يكون عنده لأحد من الذين آتاهم النعمة نعمة تجزى (125) - كما هو ظاهر -.
وأما قوله: (بل كان أبو بكر ينفق على الرسول (ص)...).
فهو بيت القصيد، وعليه تدور رحى استدلال الفخر الرازي التيمي البكري بالآية على أفضلية أبي بكر بن أبي قحافة!
وينبغي بسط المقال في هذا المجال، لتنكشف لك حقيقة الحال وتعرف الرجال بالحق لا الحق بالرجال، فنقول:

(١٢٥) الصوارم المهرقة 305 - 306.
(١٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 ... » »»
الفهرست