مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣ - الصفحة ٥
كلمة العدد بقلم التحرير لعل تساؤلا داعب أفكار بعض قراء " تراثنا " الحريصين عليها، عن هدف النشرة وخطتها، فهم يخشون عليها أن يطغى عليها جانب من جوانب بحر التراث الواسع العميق. لأن ألوان الرؤية التراثية في زماننا هذا متشعبة:
فمنها - مثلا - لون يقدس الماضي على علاته فيعيش التراثي ابن القرن الرابع عشر الهجري فكرا كالفكر الذي عاشه ابن القرن الرابع.
وهذا مندثر ماض به الزمن.
ومنها لون يرى التراث مجدا لأمة مضت وقد جاء الزمان الحاضر بالجديد الذي لا بد منه، والذي يرى هذا الرأي يعيش التراث أمجادا ذاهبة ويعيش الحاضر منبت الصلة بالأمة التي يعتز - هو بتراثها! وتابعا لأمة أخرى شرقية أو غربية - لا فرق -.
وهذا انفصامي مريض الفكر ترى بيته على الطراز الغربي لكن فرشه قديم أثري، تجد بدل الوسائد فيه رحال الإبل.
ولون يرى أن التراث مجد وحياة: هو مجد بما حقق للبشرية في القرون الماضية من تقدم وإسعاد للإنسانية، وهو حياة بما أننا أمة لها ماض عريق - لا يمكن لعاقل أن يفرط به - وهو ماض حي لأن فيه حياة البشرية ونجاتها.. ولا يضر الحق والعدل قدمهما في حياة الإنسان.
وهذا حي مجاهد.. والحياة عقيدة وجهاد (.)
(٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 5 6 7 8 9 10 11 12 ... » »»
الفهرست