مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣ - الصفحة ١٥٧
منظومة غاية التقريب المنظومات والمزدوجات من فضل الإسلام علي المسلمين، جمعه للأمم أمة واحدة، وصهره للحضارات في بوتقة واحدة، فكان من نتائج تلاقح الأمم والحضارات أن ظهرت في العالم أمة لها حضارة هي خير ما أنتجته البشرة في عمرها الطويل " كنتم خير أمة أخرجت للناس ".
ولسانا في مجال تعداد فضل الإسلام وأياديه الجميلة، ولكن نذكر فضلا واحدا من أفضال عميمة، ومكرمة واحدة من مكارم جمة.
فقد نتج عن تلاقح آداب الأمم، أن اقتبست اللغة العربية من اللغة الفارسية (1) في باب الشعر فقط نهجا لم تكن تألفه، هو المنظومات الطويلة أو المزدوجات.
والمنظومة أو المزدوجة: قصيدة طويلة أو قصيرة - حسب حاجة الناظم - إن شاء عشرة أبيات وإن شاء مئات الألوف (2)، لأن المنظومة تطلق العنان

(1) من أشهر المزدوجات في اللغة الفارسية شاهنامة الفردوسي التي بلغت ستين ألف بيت.
وقد أكثر شعراؤهم من النظم في هذا الباب، في القصص والعرفان، وما أسموه سوانح وهي مذكرات شخصية.
فورثنا عنهم المثنوي المعنوي لجلال الدين الرومي، ومنظومات في قصص يوسف وزليخا وغيرها.
وقل شاعر من شعرائهم لم يمارس هذا الباب من الأدب.
(2) جاء في بعض المجلات الأدبية، أنه عثر في رواق المغاربة في الجامع الأزهر على تفسير للقرآن الكريم منظوما، بلغت أبياته أكثر من نصف مليون بيت
(١٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 147 148 149 150 155 157 158 159 160 161 162 ... » »»
الفهرست