مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١ - الصفحة ٦٥
نظرات سريعه في فن التحقيق أسد مولوي الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين.
يسرني أن أقدم - بين يدي القارئ العزيز - بحثا موجزا عن فن التحقيق، هذا الفن العريق تاريخا، العظيم أهمية، الكثير شعبا وفنونا.
وأعتذر عن الاختصار، فلكل مقام مقال.
ما هو فن التحقيق؟
التحقيق لغة: التصديق، وإثبات الحق، والرصانة، والتزيين، وإحكام الشئ و صحته (1)...
وهو - كما ترى - فيه ما ينطبق على الفن المعروف حاليا بهذا الاسم، فالتحقيق: إحكام النصوص، والتثبت من صحتها، وتزيينها بما يفك مغلقها، ويوضح غامضها، ويضئ معالمها... وهو - بعد - فن يستلزم الرصانة، وإثبات الحق من النصوص ونفي غيره.
لكن سلفنا لم يستعملوا هذه الكلمة للدلالة عليه، بل استعملوا بدلها كلمة (التحرير)، جاء في القاموس المحيط وغيره: تحرير الكتاب: خلوصه وتقويمه (2)، وقال أبو بكر الصولي في (أدب الكتاب): تحرير الكتاب خلوصه، كأنه خلص من النسخ التي حرر عليها وصفا عن كدرها (3).
وعلى أي حال فقد شاعت - في هذه الأواخر - لفظة التحقيق وذاعت، وأصبحت مصطلحا ينصرف الذهن عند ذكرها إلى ما نحن بصدده... ومعلوم أن لا مشاحة في الاصطلاح.

(1) انظر لسان العرب (حقق). معجم مقاييس اللغة (حق).
(2) القاموس المحيط (حرر).
(3) أدب الكتاب: 26.
(٦٥)
مفاتيح البحث: الصّلاة (1)، العزّة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 59 60 61 62 63 65 66 67 68 69 71 ... » »»
الفهرست