مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١ - الصفحة ٦١
نقد الرجال (للتفريشي) الشيخ أحمد علي مدرس (شيخزاده) لا شبهة بعدم إمكان استنباط الأحكام من دون مراجعة الأحاديث والروايات، ومن البداهة بمكان عدم تمييز الأحاديث الصحيحة من السقيمة من دون الرجوع إلى علم الرجال.
وقد ألف علماؤنا العظام في هذا الحقل تصانيف كثيرة، جزاهم الله عن الإسلام وأهله خير الجزاء، ومن الكتب القيمة في هذا المجال، كتاب (نقد الرجال) للعلامة الفقيه السيد مير مصطفى الحسيني التفريشي، الذي لا يسعنا في هذه العجالة المختصرة التطرق إلى ترجمته بالتفصيل.
فرغ مؤلفه الكبير من تأليفه عام 1015 هجرية، وله مزايا كثيرة أشار إليها في مقدمة كتابه بقوله: (... ولما نظرت في كتب الرجال رأيت بعضها لم ترتب ترتيبا يسهل منه فهم المراد، ومع هذا لا يخلو من تكرار وسهو، وبعضها وإن كان حسن الترتيب، إلا أنه فيه أغلاطا كثيرة، مع أن كل واحد منها لا يشتمل على جميع أسماء الرجال، أردت أن اكتب كتابا يشتمل على جميع أسماء الرجال من الممدوحين والمذمومين والمهملين، يخلو من تكرار وغلط، ينطوي على حسن الترتيب، يحتوي على جميع أقوال القوم قدس الله أرواحهم، من المدح والذم، إلا شاذا شديد الشذوذ، وهذا وإن كان بعيدا من مثلي ولكن الواهب غير متناهي القوة...) وإضافة لطريقة عمله والمميزات الخاصة به، اعتمد على كتب الأصحاب:
كالكشي، والفهرست: ورجال الشيخ، وفهرست النجاشي، والخلاصة، وإيضاح الاشتباه للعلامة، ورجال ابن داود، ومعالم العلماء لابن شهرآشوب، وكما هو الظاهر من اسم الكتاب فهو نقد للكتب السالفة الذكر.
وأشار فيها إلى اشتباهات أولئك الأعلام وهفواتهم، من تكرار الراوي أو اتحاده...
ومع أن الكتاب قد طبع في عام 1318 طبعة حجرية، لكن لم يعلم به إلا الأوحدي من الفضلاء.
(٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 55 56 57 59 60 61 62 63 65 66 67 ... » »»
الفهرست