ما نزل من القرآن في شأن فاطمة (ع) - السيد محمد علي الحلو - الصفحة ٦٦
منها: أن يجعل الغلبة للمؤمنين على الكافرين. ومنها: أن تتفرق كلمة الكافرين فيدب فيهم الضعف فتنكسر شوكتهم مما يؤدي إلى غلبة المؤمنين عليهم؟
ومنها: ما يعني انتقام الله من الكافرين إذ يأخذهم بعذابه وعقوبته عندها يصح أن يقال انتصار المؤمنين على الكافرين.
والمتمعن في سياق الآيات سيجد أن النصر المشار إليه مأخوذ بلحاظ أخروي صرف، فالنصر الحقيقي الذي يجب أن يرقبه المؤمنون ويطمعون إليه، هو النصر الأخروي الذي يبلس به المجرمون، إذ أردف تعالى قوله بأن هذا وعد الله ولا يخلف الله وعده، وهذا هو ظاهر الحياة الدنيا، إلا أن الناس بجهلهم خفي عليهم ما هو أعظم، وهو يوم القيامة، وهو يوم النصر الحقيقي، قال تعالى: * (ويومئذ يفرح المؤمنون * بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم * وعد الله لا يخلف الله وعده ولكن أكثر الناس لا يعلمون * يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون) * (1).
فالآيات مشيرة إلى أنه يكون الطموح إلى نصر ذلك اليوم، إذ بعد بيان عاقبة الظالمين في الدنيا والمكذبين بآيات الله تنتقل الآيات إلى حال عاقبة هؤلاء يوم القيامة وذلك لقوله: * (الله يبدؤا الخلق ثم يعيده ثم إليه ترجعون. ويوم تقوم الساعة يبلس المجرمون * ولم يكن لهم من

(١) الروم: ٤ - 7.
(٦٦)
مفاتيح البحث: يوم القيامة (2)، الظلم (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 ... » »»
الفهرست