صفات الله عند المسلمين - حسين العايش - الصفحة ٤٤
الوجود لأنه أحد صمد فلا يكون هناك شئ زائد عن الذات في مرتبة الذات، ولا شريك له لأنه (لو كان فيهما آلهة الله لفسدتا).
كما أنه لا مثل له خلافا لما ذهبت إليه المعتزلة من أن (ذاته تماثل سائر الذوات الأخرى) ولا تركيب في ذاته لأن المركب يحتاج إلى أجزائه والله غني مطلقا، وأنه لا ضد له لأن الضد هو المساوي في القوة الممانع والباري لا يساويه شئ والتحيز من صفة الأجسام فلا يكون الله في حيز، ومثله الحلول الذي ادعته النصارى وبعض الصوفية من كون الله حل في عيسى أو في العارف فإنه لا يحل في غيره وهكذا الاتحاد لاستحالته عقلا والجهة منفية عنه خلافا للمجسمة الذين زعموا أن الله في السماء فقط طبقا لروايات ضعيفة أو مؤولة، ولا يحتاج إلى غيره لأنه الصمد أي المصمود له في الحوائج من الغير، ولا يتألم أو يلتذ لأنهما من صفات ذوي الأمزجة من الحيوانات، وأن صفاته عين ذاته فليس هناك معاني أو أحوال (كما ارتأت الأشاعرة والمعتزلة).
قال أمير المؤمنين (ع): (أول الدين معرفته، وكمال معرفته توحيده، وكمال توحيده نفي الصفات عنه لشهادة كل صفة أنها غير الموصوف، وشهادة كل موصوف أنه غير الصفة، وأنه لا يرى لا في الدنيا ولا في الآخرة).
أما في الدنيا فأكثر المسلمين على ذلك، ما عدى المجسمة، وأما في الآخرة). فالرؤيا الواردة المراد بها اليقين به لأن الله تعالى لا يكون فيه شك من قبل المؤمنين في الآخرة، ورؤيته بمعنى رؤية نعمه أو قدرته تعالى الله، عن أن يرى هذا خلاصة كلام العلامة الطوسي شرحناه لما يحتوي عليه من معان وقد تبعه في كل ذلك تلميذه العلامة الحلي في شرحه للكتاب.
وقال في الباب الحادي عشر: (أنه تعالى ليس بمركب، وليس بجسم، ولا عرض، ولا جوهر، ولا يجوز أن يكون في محل، ولا يصح عليه اللذة والألم، ولا يتحد بغيره، وليس محلا للحوادث، ولا يرى بالبصر، وليس له شريك، وليس
(٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 ... » »»
الفهرست